حوار مرئي

عبايات وأزياء خليجية.. تصنعها المصممة أماني السائح.. بنكهة ليبية.

تعودنا على الاطلاع على ما تنتجه المصانع الخليجية من العبايات، وكان اهتمامنا مُنصب على المصممات الخليجيات، وخاصة السعوديات، في هذا المجال لكون لبس العباة زي نسائي شائع في السعودية. واليوم صحيفة هتون تحفل بمصممة من ذوات الموهبة والدراسة في هذا المجال، ولكنها من دولة ليبيا الشقيقة، إنها المصممة الليبية/ أماني السائح، التي بدأت في التصميم من بلادها وانطلقت لدول أخرى حتى وصلت للخليج، هي صاحبة العلامة التجارية الشهيرة في طرابلس، والتي وصلت شهرتها للعالمية.

حوار/ هتون الشمري

س// كيف كانت البدايات ومن شجَّعكِ على ذلك؟

ج/ عشقت التصميم منذ الصغر وشجعني كل من حولي، بدءًا من أسرتي ومن تعلمت على يدهم التصميم، حتى تخصصت في هذا الجانب، حيث بدأت في تصميم قطع لمَن حولي من الأهل والأساتذة والزميلات والصديقات، اللاتي شجعوني معنويًّا على السير في تلك الموهبة، وماديًّا من خلال شراء واقتناء تصاميمي، وزادت ثقتي بنفسي لدرجة فكرت في خوض غمار المنافسة مع المصممات في الدول الأخرى.

س// ما الذي جعلكِ تتجهين لعالم التصميم دون غيره؟

ج/ اخترت دخول عالم التصميم، لأنني رغبت في إنشاء خط مناسب مما يرضيني ويرضي من حولي، خلاف ما يتم طرحه في الأسواق، وقررت صنعَ التغيير بنفسي. ومع العمل في هذا المجال أعتقد أنني أصبحت أمتلك قدرة أكبر على فهم ذوق المرأة، خاصة في ظل التطورات السريعة الراهنة.

س// ما هي العروض التي قُدمت حتى الآن؟

ج/ قدمت العديد لكن أخرها تشكيلة أزياء لدار كنوز للعبايات في طرابلس ضمن عروض أزياء “عباتي”، وهي عرض أزياء لأرقى أنواع العبايات المتوفرة في الأسواق لأشهر المصممين المحليين والإقليميين، وأطلقت عدة مرات مجموعات خاصة من العبايات.

س// ما الذي يميز تصاميمك عن غيرك من المصممات؟

ج// ما يميز تصاميمي، على الرغم من أن لكل تصميم شكل مختلف: الاهتمام بالتفاصيل؛ حيث إن درجة اللون، ونوع الخامة، ونظافة القصَّة، وإضافة قطعة نادرة من الشك المشغول يدويًّا، تحتل دائمًا تركيزي، لتظهر القطعة بالشكل النهائي الجميل، كما أركز على نظافة القصَّة، وجودة الخامة، ‏وأرى أن الموديلات الناعمة هي الأصعب دائمًا، وأن الجمال يكمن في التفاصيل. باختصار أسعى إلى أن يُظهر التصميم جمال المرأة لا العكس.

س// من أين تستوحين تصاميمك؟

تستوحي المصممة الليبية أماني السائح تصاميمها من التراث الليبي والإسلامي، وتجمع بين التقنيات التقليدية والتصاميم المعاصرة. وأعادت أماني، رسم مشهد تصاميم وصيحات العبايات، وركزت على البساطة والأناقة. ولأن لكل امرئ من اسمه نصيب، واسم أماني يرمز إلى الحظ والقدر، فقد اعتمدت تشكيلات من عبايات “هوت كوتور” على مفهوم السرد القصصي المرتبط بالمكان المتخيل والشخصيات الاستثنائية الخاصة، مضيفة له لمستها الخاصة التي أعطت التميز والفخامة في كل ما تقدمة.

س// ما الخامات التي ترين أنها مناسبة للعبايات؟

ج/ ما يخص خامات العبايات والألوان “ليس للعبايات موضة ووقت محدد، وأحاول التنويع في الأقمشة على الرغم من أن قماش الكريب، والأقمشة السادة، والمطفية تحتل تركيزي، حيث يسهل معها الابتكار والإضافات، أما أحدث الألوان الدارجة في هذا الموسم فهو اللون الأسود وكذلك الأزرق الغامق، فهي تستخدم أرقى أنواع الأقمشة مضيفة لها أنواع متعددة من التطريزات التي أظهرت مدى براعتها وحرفتها كاللولو، والشك باليد، والتطريز اليدوي، واستخدام الدانتيل، والخيوط المختلفة، التي تضيف سحرًا خاصًّا بكل قطعة.

س// كيف تصفين تصاميمك في آخر مجموعاتك؟

تصاميمي ذات طابع مختلف يجمع بين المودرن والتراث العربي والتونسي -كما ذكرت سابقًا- وبصمتي أصبحت واضحة بين عملائي، بما تتميز به تصاميمي من ألوان وتفاصيل وفخامة بنفس الوقت. أنا كمصممة بعيدة  عن صرعات الموضه التي لا تناسب مجتمعنا الشرقي والعربي؛ لأنني أتميز بطابع خاص بأزيائي، أراعي فيه المرأة الشرقية والمسلمة على وجه الخصوص، لذلك آخذ من الموضة ألوانها الدارجة وخاماتها وأوظفها حسب رؤيتي الفنيه كمصممة. وأنا لي خط خاص في كل مجموعاتي، فأنا متهمة دائمًا بكثرة القصات والألوان الي أستخدمها بتصاميمي، وكثرة التفاصيل من تطريزات يدوية وإكسسوار. وهذه الأمور ترجع إلى غزارة في الأفكار؛ أحيانا من يشاهد تصاميمي يستخرج أكثر من موديل من الموديل الواحد. أنا أركز على عنصر الإبهار من خلال توضيف التدرجات اللونيه ودمج أكثر من خامة بالتصميم الواحد، وأبتعد عن المألوف؛ لإعطاء بصمتي الخاصة، لذلك أغلب تصاميمي تأخذ وقتًا طويلًا بالتنفيذ (3: 4) أشهر، والنتيجة تسمى قطعة فنية؛ نظرًا لغزارة التفاصيل التي تحتويها؛ وهذا ما يسعدني.

بالنهاية: هو تميزي مع الحفاظ على هوية الزي والعلامة الخاصة بي.

س// ماذا عن المنافسة، وكون أغلب المصممين من الرجال؟

المنافسة عامل أساسي في دفع المصممين للابتكار وخلق أفكارٍ جديدة تعبر عن علامتهم التجارية؛ لذلك يحرص كل منهم على خروج منتجة في أبهى صورة، مستخدمين أجود أنواع الأقمشة، والمستفيد الأول في النهاية هو الزبون. وكون أغلب المصممين العالميين من الرجال، هذا لأن الرجل ربما تكون غايته وهمه إظهار جمال المرأة وأنوثتها، وهو ربما المتلقي المستهدف من هذا الظهور الجميل بعد المرأة نفسها، لذلك هو يعرف كيف يُظهر المرأة مبهرة وبأجمل حلّة. وربما هذا ينطبق على مصممي الشعر والمكياج. كذلك أصبح العالم مهتمًّا بالموضة خاصة  في مجال تصميم الأزياء أكثر من ذي قبل، لذا نجد آلاف الأفكار والتصميمات الجديدة والغريبة في بعض الأحيان للأزياء؛ حيث تتغير صناعة الأزياء من موسم إلى آخر. وفي ظل هذه البيئة التنافسية أصبح من الضروري لكل مصمم أو مصممة أزياء عربي أن يكون على دراية تامة بإستراتيجيات تسويق مشاريع الموضة في الوطن العربي وصولاً للعالمية.

س// غالباً ما نرى في عروض الأزياء ثيابًا غريبة، لا يمكن ارتداؤها بالأيام والمناسبات العادية، ما رأيكِ في تصميم هذا النوع من الثياب؟

هذا صحيح، هذه الأزياء يتم تصميمها بشكل مقصود لتبدو بهذا الشكل الغريب، لأنها تستخدم كنوع من الإعلان للمصمم للفت النظر إليه، لأنه يتمكن من خلالها من إظهار براعته وتقنياته العالية في الخياطة وقدرته على الابتكار، كما أنها تعكس الدقة والتكنيك. وأحيانًا يتم اقتناؤها من بعض الناس، خاصة المشاهير. وعن نفسي لم أتجه لهذا النوع من الأزياء حتى الآن. 

عامة، كل مصمم أو مصممة بحاجة إلى إثبات نفسه، والمنافسة في ظل هذه البيئة العالمية المتطورة. وذلك لن يحدث دون صقل المصمم لمواهبه بالعلم والتكنولوجيا، بالإضافة إلي معرفة أنجح الآليات المتبعة لتسويق مشاريع الموضة، وتسويق مصمم الأزياء لتحقيق الشهرة والنجاح والربح ليقدم للصاعدين بعده ما يحتاجون إليه من استشارات الموضة. وهذه التصميمات الغريبة ضمن التسويق.

س// هل حاولتِ الاستفادة من توظيف الكمبيوتر في تصميم الأزياء؟

يستخدم معظم مصممي الأزياء وبيوت الأزياء برامج تصميم الأزياء لإنشاء تصميماتهم للملابس، وتساعد هذه البرامج مصممي الأزياء في توصيل فكرة المصمم بدقة ولا تحتاج لأن يكون المصمم محترف بشكل كبير لإنتاج تصميم عالمي مميز، ومن أشهر هذه البرامج برنامج Digital Fashion Pro، وبرنامج Edraw، الذي يحتوي على عناصر محددة مسبقًا، بحيث يحتاج المستخدمون إلى سحب وإسقاط الأشكال، والجمع بينها، وتغيير اللون، ويمكنك معاينة النتائج علي الفور، ويمكنك كصاحب مشروع موضة الاستفادة من هذه التقنيات لإضافة لمسة سحرية علي التصميم.

لذا يجب على مصمم الأزياء العربي -على وجه الخصوص- لكي يلحق بركب الموضة العالمي أن يأخذ دورات في تصميم الأزياء باستخدام الكمبيوتر، ومعرفة تاريخ الأزياء والمنسوجات، ورسم الأشكال، وصنع النماذج، بالإضافة إلي معرفة التمويل الذي سيعتمد عليه لتمويل مشروعه، والمبيعات، والتسويق.

س// كيف تستطيع أي سيدة اقتناء تصاميمكِ؟

تعد دار كنوز للعبايات، أول ماركة عبايات ليبية من تصنيع وتصميم مصممة ليبية، بجودة عالية. وصدَّرت دار كنوز للعبايات لكل من تونس، ومصر، وتركيا، والمغرب، والإمارات، وتواصل زبائنها من كل الجاليات الليبية خارج ليبيا وتلقت عليها طلبًا كبيرًا وانتشرت بصورة كبيرة داخل ليبيا في الشرق والغرب الليبي، وهي بالعاصمة طرابلس، فروعها: بن عاشور وشارع الظل. وعلى مواقعنا في الفيس بوك وغيرها.

س// ماذا يحمل المستقبل في حياتك؟

الحمد لله على ما وصلت له في (دار كنوز)، فتعدد القوميات والشعوب العربية وتباين ثقافاتها، وكذلك اختلاف الأذواق يفتح مساحات كبيرة أمام مصممي الأزياء. وهو ما يحدد المستقبل، بتوفيق الله.

س// ماهي النصيحة التي تقدمينها للنساء  عند اختيار فساتين السهرة؟ وللمصممات الجدد؟

اختيار الخامة، والقصة المناسبة لشكل الجسم، وإظهار جماليته وإخفاء عيوبه. أما كلمتي كمصممة هي: “ادعموا مواهب بلدكم دون الانتقاص من تاريخنا وتراثنا لأن الكثيرين من الأجيال الحالية رهينة مواقع التواصل، جيل لم يقرأ شيئًا عن تاريخ بلده وحضارته، متأثر بالثقافات الأخرى؛ مما يجعلهم ينتقدون بشكل غير موضوعي”.

وللمصممات الجدد: “اقرؤوا قبل أن تصمموا، افهموا تاريخكم، ومن ثم ترجموا أفكاركم، وحاولوا أن لا تقلدوا؛ لأن دليل نجاحك هو انفرادك بأسلوب خاص يميزك كمصممة أزياء عربية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88