وادي لجب : شلالات مائية وحدائق معلقة
وادي لجب : شلالات مائية وحدائق معلقة – وادي لجب عبارة عن شق صخري تخترقه مياه السيول والذي استحال طريقا بفعل النحت، و يقع هذا الوادي في محافظة الريث بمنطقة جازان جنوب غرب المملكة العربية السعودية وهو من ضمن أودية تهامة السعودية ويعد متنزهاً لسكان المنطقة والقادمين إليها ولكنه يعد خطراً جداً في حال مداهمة السيول.محافظة الريث تقع محافظة الريث في الجزء الشمالي الشرقي من مدينة جازان وتبعد عنها حوالي 150 كم ويحدها من الشرق وادي الحياة التابع لمنطقة عسير وجبال الحشر ومن الغرب مركز الحقو والفطيحة ومن الشمال وادي بيش ومن الجنوب مركز هروب وتعد من اقدم مراكز الاماره في منطقة جازان حيث تم افتتاح اول مركز للامارة في قرية مقزع في حوالي عام 1375هـ
إنّ ما يلفت في وادي لجب هو وجود الحديقة التي يسموّنها (الحديقة المعلّقة)، حيث إنها ترتفع هذه الحديقة عن مستوى الوادي ما يقارب الـ200 متر، ومنها يتفرّع علوّ آخر حيث يصل إلى قرابة الـ400 متر، فيصِل ارتفاع الأشجار فيها إلى ما يزيد عن عشرة أمتار للشجرة، ومن خلال السير في هذا الوادي المخيف، يمكنك أن تشاهد الكثير من الصخور المشكلّة طبقات، التي تحتوي على كثير من البازلت وأيضًا الرّخام، وهنالك الجرانيت، وأيضًا الصخور الناريّة والمتحوّلة أيضًا، وهنالك الصخور المعروفة باسم (الخورم) الشهيرة في المكان والتي يبني النحل فيها أوكاره وتكون ممتلئة بالعسل.
إنّ ما يميّز هذا الوادي، أو السمّة التي تلتصق فيه هي استحالة وصول الإِنسان إليه، فهو غنيّ بالعروق الصخريّة المعدنيّة، وما يثير الريبّة أيضًا في أنّ الشمّس تكاد تصل إليه لبضع دقائق معدودة، حيث إنه عميق جدًا. إن المهتمين في شأن السياحة العالمية، وخاصة الغرب منهم قد يرون أن لهذا الوادي مستقبلاً سياحيًّا ينتظره، وذلك لما ذكرناه سابقًا من تميّزه بشق انكساري نادر في الشرق الأوسط، فهو مغامرة تثير عشّاق هواية التسلّق كونه يتمتّع بارتفاعات شاهقة، ويمتلك طبيعة ساحرة مثيرة.
إن تسلق جوانب هذا الوادي وتصويره يعدان مغامرة مثيرة، قد تستهوي هواة التسلق، المناظر الطبيعية.. ولأنّ وادي لجب يتمثّل بشقّ صخريّ، يشكّل بدوره مجرى لمياه السيل التي تخترقه، فإنه يكون خطر وقت السيول، وسيوله تصبّ في الوادي العملاق المعروف باسم (وادي بيش).. والجدير بالذكر ان وادي لجب يمتلك طبيعة ساحرة مثيرة ومميزة في قلب المملكة العربية السعودية ويمكن
للزائر أن يستقل سيارته داخل الوادي مسافة 2 كيلو متر تقريباً من المدخل وسط الوادي ليضيق بعدها ممر الوادي , لتصبح مواصلة السير على الأقدام متعة متاحة للزائرين وسط رذاذ المياه المتطاير من الشلالات والبحيرات المتناثرة بامتداد الوادي و أشعة الشمس الذهبية التي لا تزور الوادي غير سويعات قليلة عندما تصل منتصف السماء وتتعامد أشعتها على الأرض.
ويرجع تاريخ الوادي لعصر حدوث الانكسار الأفريقي حيث ظهرت جبال ناهضة ذات صخور شديدة الصلابة تختلف عما جاورها من الجبال من حيث التركيب الصخري واللون وهو ما يلحظه الزائر للوادي ذلك الفرق الواضح بين الجبال المطلة على وادي لجب ما يضفي نوعاً من التميز على الجبل وتفرداً واضحاً من حيث الشكل بين الجبال المجاورة له.
يبدأ “وادي لجب” بالتقاء واديين أحدهما يسمى “معرى” حيث أن الوادي يعد شديد الخطورة، وذلك لارتفاع جانبيه وضيق مجراه، الذي يتراوح في منعطفاته بين 4-6 أمتار، وارتفاعاته الحادة من 300-800 متر، أما طوله فإنه يصل إلى هذا النحو المتعرج إلى 15 كيلومتراً، حتى يصب في وادي بيش العملاق، وعلى الرغم من ذلك فإن جوانبه خضراء، حيث تنبت الأشجار والعشب في الصخر.