«أم الرصاص».. لوحة رسمت على أرض مشرفة
«أم الرصاص».. لوحة رسمت على أرض مشرفة -أم الرصاص قرية تتبع محافظة العاصمة في وسط المملكة الأردنية الهاشمية. كانت قديمًا مدينة تاريخية، اُطلق عليها اسم “كاسرتون ميفعة” كما ورد في نص باللغة اليونانية ضمن فسيفساء تعود إلى العصر الأموي. أسسها الرومان كمعسكرات في البدء من أجل تثبيت النفوذ وحماية طرق التجارة المتجهة من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وبالعكس. إلا أنها نمت لتصبح مدينة ابتداءً من القرن الخامس الميلادي، لتحتل منزلة كبيرة في ذلك الوقت. يحتوي الموقع الأثري فيها على أطلال تعود للفترة الرومانية والبيزنطية، بالإضافة إلى الفترة المبكرة من الحضارة الإسلامية (من نهاية القرن الثالث إلى التاسع ميلادي).
أمّ الرصاص هي قرية أردنية تقع في وسط المملكة الأردنية الهاشمية تتبع محافظة عمان تبعد عن مدينة مأدبا 30 كم تقريباً إلى الجهة الجنوبية اسمها القديم كاسترون ميفعة كما ورد في نص باللغة اليونانية ضمن فسيفساء تعود إلى العصر الأموي كما ورد اسم ميفعة في المصادر الرومانية حيث ذكرت هذه المصادر بأنّ وحدة من الجيش الروماني كانت تقيم على حافّة الصحراء في منطقة ميفعة.
تُعد قرية أم الرصاص (ميفعة) القديمة امتدادا لمنظومة تراثية تاريخية تبدأ بمسلة ميشع بذيبان مرورًا بمادبا وجبل نيبو.
ويمكن الدخول إليها عن طريق نتل، الزعفران، الرميل، أو عن طريق ذيبان شرق، وأيضًا من الطريق الصحراويK خان الزبيب. وتحتل الآثار الموجودة فيها موقعا عاليًا يمكن رؤيته عن بعد 20 كم بمساحة 30 دونمًا تشكله منطقة مغلقة داخل حصن منيع تحيط به أسوار عالية.
وتقع قرية أم الرصاص ضمن لواء الجيزة التابع لمحافظة العاصمة، على بعد 5 كم شرق ذيبان.
وكانت ” أم الرصاص ” مقصدا لعدد من الرحالة في القرن التاسع عشر، ومن أشهرهم ” بوكنغهام” عام ” 1816″ و بالمر عام ” 1870″ و برز نوف وفون دوماسفسكي عام ” 1897″ اللذان نشرا عددا من الصور للآثار الباقية، وكان أول من أعد مخططا أوليا للمدينة الأب بأغاني الفرننكاني عام ” 1949″
وطرأت على مخططه الأصلي عدة تعديلات، حيث بنيت في العصر البيزنطي كنيستان متلاصقات على الجدار الشرقي على الجدار الشرقي هما الكنيسة الجنوبية ” كنيسة النخلة ” وتبلغ أبعادها ” 10×14″ مترا ، لها ثلاثة أروقة الأوسط ينتهي بحنية نصف دائرية، والرواقان الجانبيان ينتهيان بغرف صغيرة ” سكرستيا ” تستعمل لأغراض الطقوس الدينية، وترين الحنية الوسطى سجادة فسيفساء تمثل نخلة تنبثق من وعاء ومعها فروع الكرمة اللولبية المثقلة بالعناقيد، والرواقان تزينهما أشكال هندسية .
وكنيسة الأنهار ” الكنيسة الشمالية ” تزين محرابها فسيفساء يتلاقاه حملان على جانبي المذبح، ويبين رأسيهما وقد دمرا بعد إعادة بنائه وثلاث شجرات مثمرات وحولها صور لأشخاص دمرت ايضا في حملة تحطيم الأيقونات، وطيور الحجل، ويتوسط الكنيسة صحن مزين بسجادة من فروع الأكنتوس وبينها مشاهد تشبه تلك التي وجدت في كنيسة “سرجيوس” مطرزة بالكتابة اليونانية مدمرة عند مدخل الكنيسة، ولم يبق من التاريخ سوى الإشارة، وتشير الاعتقادات أن هذه الفترة كانت في عهد الأسقف سرجيوس الأول في الأعوام ” 579 – 594″ للميلاد.
وتحيط بأم الرصاص، بقايا مناطق زراعية قديمة كما أن هنالك نظاما خاصا لجمع المياه على امتداد الموقع استعمل لمياه الشرب وكذلك كنظام لري المزروعات وبالرغم من احتوائها على الكثير من الكنائس التاريخية وآثار لمعسكر روماني كبير، إلا أن معظم أجزاء الموقع لم تُكتشف بعد.
تعود تسمية الموقع بهذا الاسم حسب معاجم اللغة إلى جذره، فهو مشتقٌ من الفعل (رصّ)، أي وضع أمرين ملتصقين بعضهما ببعض، كما تعني كلمة (مرصّ) الطلاء بالرصاص، ويشيران هذان الاسمان في علم الأسماء إلى الأسوار المحكمة. وقد ورد اسم المدينة القديم “كاسترون ميفعة” في نص باللغة اليونانية ضمن فسيسفاء تعود إلى العصر الأموي. وقد ورد الاسم الجغرافي (ميفعة) في المصادر الرومانية والعربية، وعند المؤرخ يوسفيوس في كتابه الأسماء الجغرافية (أونوماستكون)، حين ذكر وجود وحدة من الجيش الروماني كان مركزها على حافة الصحراء في ميفعة، كما وردت عند الجغرافي العربي البكري كقرية في البلقاء من سوريا عرفت منذ فجر الإسلام بالمكان الذي التقى به الحنفي زيد بن عمرو بن نوفل براهب تنبّأ بمجيء النبي محمد. وأم الرصاص هو الاسم العربي المحلي الذي عُرفت به لأول مرة للرحالة الغربيين منهم سيتزن عام 1807، وبكنجهام الذي زارها عام 1816.