تعليم المرأة ودورها في المجتمع
تعليم المرأة ودورها في المجتمع -تعليم الإناث هو مصطلح يشمل مجموعة معقدة من القضايا والمناقشات المحيطة بتعليم الفتيات والنساء (الابتدائي، والثانوي، والعالي، وعلى وجه الخصوص التربية الصحية). ويتضمن هذا المصطلح مجالات المساواة بين الجنسين وتلقي التعليم، وارتباط ذلك بتخفيف وطأة الفقر. كما يتضمن أيضاً قضايا تعليم جنس واحد، والتعليم الديني، وتقسيم التعليم بين الجنسين على عدة أسس، وكذلك التعاليم الدينية التي كانت سائدة، ولا تزال ذات أهمية كبيرة في المناقشات المعاصرة التي يدور موضوعها حول تعليم الإناث بوصفه موضوع ذات اعتبار عالمي.
وفي حين تعزيز الحركة النسوية لأهمية القضاية المتعلقة بتعليم الإناث بشكل مؤكد، أصبحت المناقشة واسعة النطاق وليست محدودة على الإطلاق. ويمكن أن تشمل على سبيل المثال، نشر الوعي حول مرض الإيدز.
ولم يغدو تعميم التعليم، والذي يعني دعم الدولة للتعليم بمرحلتيه الابتدائية والثانوية دون اعتبار لجنس الفرد قاعدةً عالمية، حتى لو فرض ذلك في معظم بلدان العالم. وتوفقت النساء على الرجال في بعض دول الغرب في كثير من مراحل التعليم. فمثلًا في الولايات المتحدة، حصلت النساء على 62% من درجات الزمالة، و 58% من درجات البكالوريوس، و60% من درجات الماجيستير، و50% من شهادات الدكتوراة.ولقد تحسن تعليم النساء ذوات الإعاقة. وفي عام 2011، أصبحت جوزي سبانيولو أول امرأة تعاني من متلازمة داون تتخرج من كلية أوروبية (تخرجت جوزي من جامعة باليرمو في إيطاليا).
يعتبر التعليم أحد أبرز وأهم الحقوق التي يجب منحها للإنسان بغض النظر عن جنسه، ويشمل ذلك فئة وجنس النساء والفتيات، ولا يقل أهمية عن تعليم الرجل على الإطلاق، حيث إنه يعتمد في تعليمه على أمه قبل المدرسة، وظهر ذلك في قول الشاعر “الأم مدرسة إذا أعددتها أعدت شعباً طيب الأعراق”،
منذ أن أشرقت شمس الإسلام على البشريّة، وتعاليم الإسلام وتشريعاته تعلي من شأن الإنسان وترتقي به، وقد كان للمرأة نصيبٌ في تسليط الضّوء والاهتمام عليها، فهي نصف المجتمع وأمّ الرّجال والمدرسة التي تربّي الأجيال، وقد استوصى بهنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام خيرًا، وأمر بحسن معاملتهنّ والرّفق بهنّ. كما أعلى الإسلام من شأن المرأة وأعطاها حقّها في أمور كثيرة كانت الجاهلية والحضارات الأخرى قد منعتها عنها، فأعطاها الإسلام حقّها في الميراث، وحقّها في أداء دورها في المجتمع وبما يتناسب مع صفاتها الأنثويّة. كما حرص الإسلام على تعليم المرأة وتثقيفها، حتّى ظهرت كثيرٌ من النّساء المشتغلات بالفقه والشّريعة، وبرزت من بين أمهات المسلمين السّيدة عائشة التي حملت كثيرًا من العلم والفقه النّبوي إلى النّاس،
يٌشكل التعليم جانبًا أساسيًا من جوانب تمكين المرأة والنهوض بها في شتّى المجالات، إذ جاء في الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان أنّ تعليمها يعتبر حقًا مشروعًا وأحد أهمّ السُّبل الحتميّة الكفيلة بمنحها قدرة أكبر على العيش الكريم، ويعتبر أحد الحقوق الأساسيّة التي نصّت عليها كافّة الاتفاقيّات الدوليّة
أهميّة التعليم للمرأة تكمن أهميّة تعليم المرأة بما يعود عليها بالنفع الشخصيّ في عدّة جوانب، منها ما يأتي:
تجنّب الزواج المُبكّر: إنّ حصول المرأة على تعليمها يُجنّبها الزواج المبكّر، حيث يقلّ زواج القاصرات بنسبة 14% إذا حصلت الفتاة على تعليمها الابتدائيّ، كما يقلّ بنحو الثلثين إذا التحقت بالمدرسة الثانويّة، وبالتالي فإنّ فرصة إنجابها في سنّ مبكرة أيّ أقلّ من 17 عاماً تُصبح قليلة.
زيادة الوعي الصحي: تمتلك المرأة المتعلّمة الوعي الكافي حول عملية الولادة، فحسب الدراسات الإحصائيّة يُساهم حصول المرأة على تعليمها الابتدائيّ بتقليل نسبة وفاتها أثناء الولادة بنحوِ الثُلثين، ويعني ذلك إجمالاً حماية حياة نحو 189,000 امرأة في العالم.
زيادة الدخل الشخصيّ: إنّ حصول المرأة على التعليم يزيد من دخلها المستقبليّ، فقد أظهرت عدّة دراسات أنّ كلّ عام تحصل فيه الأنثى على التعليم الابتدائيّ يزيد من أجرها المستقبليّ بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20%، وأنّ كلّ سنة تعليميّة في المدرسة الثانوية تزيد أجرها بنسبة 15 إلى 20%.
تحقيق الذات: يُمكّن التعليم المرأة من تعزيز ثقتها بنفسها، وتقديرها لقيمتها وقدراتها، فتكون امرأةً قادرةً على صنع القرار، خاصةً في أسرتها. تكوين شخصيّة قياديّة: يُساهم التعليم في إكساب المرأة العديد من المهارات، وتطوير مهاراتها الشخصيّة، الأمر الذي يؤهّلها للحصول على أدوار قياديّة على المستويين المحليّ والوطنيّ، وصناعة القرارات التي تؤثّر على حياتها وعلى مجتمعها.
الحدّ من التعنيف: تتعرّض العديد من النساء للتعنيف الأسريّ والجنسيّ في بعض المجتمعات، وخاصةً عندما يُنظَر إليها على أنّها عبء اقتصاديّ على الأسرة، لذلك يُبعد التعليم المرأة عن التعنيف الأسريّ بإكسابها الوعي وقوّة الشخصيّة.
لا شكّ أنّ المرأة المُتعلّمة لها دور كبير ينعكس على شخصيّتها وطريقة تفكيرها الذي يتّصف بالمنطق؛ بناءً على ذلك نرِد أثر تعليمها على المجتمع وأهميّته البالغة في جميع المجالات.
التعامل مع المشكلات يمنح التعليم المرأة المتعلّمة وعيًا وفهمًا أكبر للعديد من الأمور الحياتيّة، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابيّ على آليّة تعاملها مع المشكلات المختلفة، من حيث القدرة على تحديد المشكلة، والبحث عن الحلول المناسبة لها بشكل منطقيّ وموضوعيّ، كما أنّها قادرة على اتّخاذ القرارات المختلفة بمعزل عن تحكُّم وسيطرة الآخرين.
القضاء على الجهل- ينتج عن التحاق الفتيات بالتعليم سواء أكان المدرسيّ أم الجامعيّ، العديد من المُخرجات التي تَحول دون انتشار الجهل بين الأجيال؛ وذلك من خلال اكتساب المعرفة، وامتلاك المهارات المختلفة في الكتابة أو القراءة، أو في العمليات الحسابيّة الأساسيّة وغيرها، امتدادًا للاستعداد للانخراط في سوق العمل لاحقًا، إلى جانب اكتساب العديد من المهارات الحياتية، سواء كانت الاجتماعية أم العاطفيّة والسلوكيّة وغيرها.
تستطيع المرأة المُتعلّمة إنشاء أجيال أقلّ أُميّة، من خلال إعطاء كلّ طفل حقّه في التعليم الأساسيّ والثانويّ والجامعيّ، كونها تمتلك الوعي حول أهميّة التعليم في حياة المرء، وبالتّالي تُعتبر الأم المتعلّمة أكثر قدرة على خلق جيل مثقّف وسويّ، مقارنةً بغيرها من النساء الأقلّ حظًا من حيث التعليم
وقد بت أن تحسين مراحل تعليم الفتيات له تأثيرات واضحة على صحة المرأة الشابة وعلى مستقبلها الاقتصادي، والذي يحسن بدوره آفاق المجتمع بأسره. وفي أفقر دول العالم، لا يلتحق 50% من الفتيات بالتعليم الثانوي. ومع ذلك، تظهر الأبحاث أن كل سنة إضافية تقضيها الفتاة في التعليم تزيد دخلها طول الحياة بنسبة 15%. فتحسين تعليم الإناث، ومن ثم إمكانيتها على كسب قوتها، يحسن مستوى معيشة الأطفال، حيث تنفق المرأة نصيبًا أكبر مما ينفقه الرجل على الأسرة من الدخل. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العوائق التي تحول دون تعليم الفتيات. وفي بعض البلدان الإفريقية مثل بوركينا فاسو، تقل احتمالية التحاق الفتيات بالمدارس لأسباب رئيسية مل عدم وجود مراحيض خاصة بالفتيات في المنشآت التعليمية.وقد ساعدت معدلات الالتحاق العالية بالمدارس الثانوية وبالجامعات بين النساء( ومعظمهم من المتخصصين في الدراسات الجنسانية والدراسات النسائية، ولهذا قدموا مفهومًا كاملًا لتعزيز التعليم العالي للإناث)، ولا سيما في البلدان النامية، في تمكين هؤلاء النساء من شق طريقهن إلى مختلف الوظائف المهنية برواتب وأجور مجزية. ويزيد التعليم من مستوى الوعي الصحي للمرأة( ولشريكها ولعائلتها). وتؤدي مواصلة المرأة مراحلة التعليم إلى تأخر النشاط الجنسي والجماع الأول، وتأخر سن الزواج، وتأخر الولادة الأولى، فضلًا عن زيادة احتمال بقائها وحيدة، بلا أطفال، أو زواج رسمي، ولكن يساعدها ذلك في تكوين علاقات طويلة الأمد. وقد تزيد من معدل استخدام وسائل منع الحمل الكيميائية( ومستوى أدنى من الأمراض المنقولة جنسيًا بين النساء وأزواجهم وأطفالهم)، ويمكن أن تزيد الخيارات المتاحة للمرأة المطلقة أو المرأة التي تتعرض لحالة من العنف الأسري. وقد تبين بالإضافة إلى ذلك، أن إتمام المرأة مراحل تعليمها، يؤدي إلى زيادة التواصل بينها وبين شركائها وأصحاب العمل، وإلى تحسين معدلات المشاركة المدنية مثل التصويت أو تقلد المناصب.