تاريخ ومعــالممتاحف وأثار

قلعة مارد … حصن الجوف المنيع

قلعة مارد … حصن الجوف المنيع -قلعة مارد هي قلعة تاريخية حربية تقع بمدينة دومة الجندل بمنطقة الجوف، وتبعد عن مدينة سكاكا حوالي 50 كم، ويعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي، وأقدم ذكر لها يعود للقرن الثالث الميلادي حيث ذكرتها الملكة الزباء (240 – 274) حينما غزت دومة الجندل وتيماء ولم تستطع اقتحام القلعة فقالت: “تمرد مارد وعز الأبلق“.
تقع القلعة على ربوة ارتفاعها 620 م تقريباً فوق سطح البحر، وتطل على مدينة دومة الجندل التابعة لمنطقة الجوف من الجهة الغربية، وهو ما ساهم في قوة تحصينها حيث يستطيع المطل من القلعة أن يشرف على جميع أجزاء البلدة ويرى القادم إليها من مسافات بعيدة. سميت قلعة مارد بهذا الاسم لتمردها واستعصائها على من يحاول اقتحامها كما ذكر ياقوت الحموي.
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

تعد قلعة «مارد» في منطقة الجوف شمال السعودية أهم قلاع الجزيرة العربية التاريخية وتطل هذه القلعة على واحدة من أقدم المستوطنات البشرية وهي «دومة الجندل» التي كانت عاصمة لممالك وحضارات عربية قديمة.

وقد تم مؤخراً إعادة ترميم القلعة وأحيطت بها أماكن ترفيهية تجذب الزوار والسياح.
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

وظهرت المنطقة على مسرح التاريخ المدوّن في العهد الآشوري، وتحدثت المصادر التاريخية عن أن عدداً من الملكات العربية حكمنَ الدول التي قامت فيها، وكانت دومة الجندل عاصمة لها. وحددت المصادر 7 منهن، مشيرة إلى الملكة «سمسي»، ووُضعت على مستوى واحد مع فرعون مصر وآن آمار السبئي، مما يعطي دلالة على المركز الرفيع الذي تمتعت به ملكات دومة الجندل بقلعتها «مارد» المنيعة. القلعة مثّلت سداً منيعاً في وجه المستعمرين، ولعل أبرز من رصد ذلك هو الأمير الراحل عبد الرحمن بن أحمد السديري، أمير منطقة الجوف، تاسع أمير للمنطقة في الفترة من 1943 حتى عام 1990، حيث نجح في جمع تاريخ المنطقة من خلال كتاب حمل اسم «الجوف وادي النفاخ».
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

تقع قلعة مارد على تل مرتفع في مدينة دومة الجندل جنوب غرب مسجد عمر.

وأقدم ذكر لها يعود إلى حوالي القرن الثالث الميلادي عندما غزت ملكة تدمر زنوبيا دومة الجندل وفيها قالت: «تمرد مارد وعز الأبلق»، والمارد في اللغة صفة لكل شيء تمرد ويستعصي.

وينقسم تصميمها المعماري إلى قسمين أحدهما مدني للإعاشة والسكن والإدارة، والآخر حربي للمراقبة والإنذار بالحرب والقتال.
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

والقسم المدني مكون من فناء كبير مكشوف مستطيل الشكل يعلوه ست فتحات معدة للمراقبة وإسقاط الحجارة والزيت المغلي، ويلحق بالمدخل حجرات الحراس وبرج مستدير يتصل به ممر مغطى بجذوع وجريد النخل ينتهي ببئر عميقة تبرز عن جدران القلعة وكأنها برج مستدير.

أيضا توجد بقايا مسجد صغير يتكون من رواق واحد رئيس للقبلة، ويؤمن هذا القسم المدني بأربعة أبراج ركنية مستديرة ومخروطية الشكل مبنية من الحجر والطوب والذي يعرف بـ» اللبن».
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

أما القسم الحربي فهو عبارة عن كتلة معمارية ضخمة مقامة فوق هضبة مرتفعة يتقدمها من الجهة الجنوبية الشرقية خندق دفاعي ويصعد إليها بواسطة درج من الجهة نفسها.
وتوجد بالجهة الشرقية منه بئر عميقة قطرها 40 سم، فيما تمتاز جدران القسم الحربي بوجود فتحات ضيقة للمراقبة والسهام إلى جانب الفتحات المنتشرة في الأجزاء العلوية من الأسوار.
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

وكان اسم الجوف يطلق على مدينة دومة الجندل إلى وقت قريب حين تمت تسمية المنطقة بكاملها بهذا الاسم واستعادت دومة الجندل اسمها التاريخي القديم الذي كان يستخدم مرادفاً لاسم الجوف، وتقول المصادر إن مدينة دومة الجندل القديمة وقلعة «مارد» يرجع تاريخهما إلى أكثر من ألفي عام. ورد ذكرها في مدونات من العصر الآشوري وهناك نصوص مكتوبة ومفصّلة تتحدث عن الجوف وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، محددةً اسم مدينة دومة الجندل بوصفها مقراً لعدد من الملكات العربيات مثل «تلخونو» و«تبؤة» و«تارابوا» و«زبيبة» و«سمسي». أما قصر
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-
«مارد» فهو عبارة عن قلعة مسوّرة تنتصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديمة وأُعيد بناء بعض أجزائها إلا أن القسم الأكبر منها ظل على حالته منذ إنشائها في قديم الزمان. وفي كتابه «في شمال غربي الجزيرة العربية» قال علّامة الجزيرة العربية الراحل الشيخ حمد الجاسر، عن حصن «مارد»: «لقد تجولت بكل ما يحيط بالحصن من بنايات فشاهدت أن هذا الحصن يقع على جبل أو تل صخري، بمعنى أصح يطل على الجوف من الجهة الغربية ممتداً نحو الشرق، حيث تقع شرقه وشماله أرض منخفضة تنتشر فيها بساتين البلد وبعض قصوره القديمة وتقع بجوار الحصن، والحصن يسيطر على الأمكنة الواقعة حول الجوف».
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

وزار الكابتن بتلر ورفيقه الكابتن أيلمر الجوف عام 1908م وكانت المنطقة تحت حكم ابن رشيد وكان أميرها فيصل بن رشيد الذي كان قد وصل في أثناء الزيارة إلى دومة الجندل ونزل في قلعتها، وبعد أن حصل بتلر على إذن بالسفر من سكاكا إلى دومة الجندل توجها إليها وزارا أميرها وهنا يصف بتلر الزيارة: «بوصولنا إلى الجوف توجهنا إلى القلعة التي يسكنها الأمير وهي قلعة كبيرة مبنية من الحجارة والطين، طولها نحو تسعين ذراعاً وعرضها خمسون، وترتفع جدرانها إلى ما يقرب من أربعين قدماً مع وجود أبراج عند كل زاوية يرتفع البرج منها إلى ستين قدماً تقريباً ولا توجد نوافذ للقلعة،
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

وهي حصن دفاعي منيع، وتوجهنا إلى قاعة للاستقبال حيث تناولنا القهوة ثم خرجنا إلى ساحة شاهدنا فيها المدفعين البريطانيين الصنع اللذين ذكرتهما الليدي آن بلانت، ومن هناك صعدنا السلم المؤدي إلى مجلس فيصل بن رشيد لمقابلته… ووجدنا ابن رشيد يجلس في غرفة ذات سقف منخفض يعتمد على أعمدة خشبية، وكان السجاد يغطي أرضية الغرفة حيث جلس حراسه ورجاله، أما ابن رشيد نفسه فكان يجلس بالقرب من الموقد في الطرف القصيّ من الغرفة، وعند دخولنا نهض الأمير وتقدم لاستقبالنا».
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

القلعة مستطيلة الشكل أصلاً لكنها الآن بيضاوية الشكل. تتكون القلعة من طابقين حيث بني السفلي من الحجارة والعلوي من الطين كما توجد أربعة أبراج مخروطية الشكل استحدثت في أزمنة مختلفة بارتفاع 12 متر تقريباً، ويوجد بداخل القلعة بئران وتضم طوابقه غرفاً للحرس والرماية والمراقبة، ويحيط بالقلعة سور كبير من الحجر بهِ العديد من الفتحات للمراقبة، وللسور مدخلان الأول من جهة الجنوب والآخر من جهة الشمال، وأعيد بناء بعض أجزاء القلعة بين سنتي 1416 للهجرة و1423 للهجرة.[1][3] كما يحتاج زائر القلعة إلى نصف ساعة للصعود إلى أعلى القلعة عبر درج يضم 1000 درجة ملتوية.
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

كشفت الحفريات والتنقيب في سنة 1976 عن خزفيات نبطية ورومانية تعود للقرن الميلادي الأول والثاني.[2] وقامت فرقة تنقيب بالانتهاء من التنقيب في شرق القلعة والسور
يوجد بالقرب من القلعة العديد من الآثار القديمة من أهمها مسجد عمر بن الخطاب، وسوق دومة الجندل القديم، وحي الدرع والرحيبين التاريخيين، وسور المدينة
قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

قلعة مارد ... حصن الجوف المنيع -صحيفة هتون الدولية-

استخدم المبنى مقراً وقصر للحكم، أما فيما يخص أقدم ذكر للقلعة فيعود لملكة تدمر زنوبيا (الزباء) في القرن الثالث الميلادي 267-272م، عندما غزت دومة الجندل ولكنها فشلت في اقتحام قلعة مارد واتجهت إلى تيماء ولكنها أيضا لم تستطع اقتحامها فقالت مقولتها الشهيرة:(تمرد مارد وعز الأبلق) إلا أن الدلائل الأثرية ومن خلال المجسمات التي أجريت داخل القلعة وخارجها تظهر أنها استخدمت في الفترة النبطية أو أن أجزاء منها بنيت في هذه الفترة واستمر استخدامها في صدر الإسلام حتى الفترات الحديثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88