تاريخ ومعــالممتاحف وأثار

جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية

  جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية – قرية ذي عين هي قرية أثرية تقع في تهامة غرب المملكة العربية السعودية، وتبعد 20 كيلومتراً تقريباً عن محافظة المخواة و24 كيلو متراً عن الباحة، ونشأت في القرن العاشر الهجري وعمرها يزيد على 400 سنة. بنيت القرية على قمة جبل أبيض وتشتهر بزراعة الموز والليمون والفلفل والريحان والكادي، والصناعات اليدوية. تضم القرية العديد من البيوت والمكونة من طابقين إلى أربعة طوابق ومسجداً صغيراً والعديد من الحصون المستخدمة للدفاع عن القرية والمراقبة. القرية هي أيضاً ضمن عشر مواقع وافقت عليها الحكومة السعودية في نوفمبر 2014 لتطلب من اليونسكو ضمها إلى قائمة التراث العالمي في السنوات القادمة.
جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية-صحيفة هتون الدولية-

جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية -وتقع ذي عين في منحدر طريق عقبة الملك فهد الذي يربط سراة منطقة الباحة بتهامتها على مسافة 20 كيلومتراً من مدينة الباحة، وهي قرية مبنية من الحجارة مسقوفة بأشجار العرعر التي نقلت إليها من الغابات المجاورة، زينت شرفاتها بأحجار المرو الكوارتز على شكل مثلثات متراصة، ويوجد بها بعض الحصون الدفاعية التي أنشئت قديماً لحمايتها من الغارات أو لأغراض المراقبة.
جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية-صحيفة هتون الدولية-

وتعتبر القرية التي تدور حولها الكثير من الأساطير، واحدة من عجائب الجزيرة العربية، فهي إلى جانب جمال وترتيب بناء منازلها التي شيدت على جرف أبيض من المرو مثلث الشكل، بها أيضاً عين متدفقة لا تزيد ولا تنقص مياهها، مهما شحت أو نعمت المنطقة بالأمطار
جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية-صحيفة هتون الدولية-

والبيت في القرية التي ترتفع عن سطح البحر 1985 متراً، عادة ما يتكون من أربعة أداور، يخصص الأرضي منها للمواشي، فيما الدور الثاني لتخزين الأمتعة والأدوات الزراعية والمحاصيل، والدور الثالث ومعه الرابع مخصصان لسكن العائلة.
جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية-صحيفة هتون الدولية-

أما أكثر ما يلفت الأنظار إلى هذه القرية إضافة إلى جوها الرائع، ونبعها الوفير، فهو التصميم الهندسي وطرازها العمراني المتميز، كونها بنيت في مكان مرتفع ( نحو كيلو مترين فوق سطح البحر) على تلة بيضاء من المرمر، بشكل يشبه القلعة الحربية، توجد فيها حصون منيعة، مما يعطيها ميزة دفاعية ضد عمليات الغزو والغارات والمعارك الضارية التي كانت تدور في أزمان بعيدة، كما أن ذلك يفيد سكان القرية لمراقبة مزارعهم بكل سهولة ويسر.
جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية-صحيفة هتون الدولية-

يعمل المجتمع المحلي للقرية جنباً إلى جنب مع الهيئة في تفعيل البرامج والفعاليات التي تعد مطلباً ملحاً للزوار وإعادة الحياة في القرية ، حيث نظمت الجمعية التعاونية بالقرية التي يديرها يحيى عارف العمري وأعضاءها من أبناء القرية ، منذ عام 1434حتى عام 1439 مهرجان الموز والكادي على امتداد ست سنوات ، حيث يأتي هذا المهرجان لتحفيز المزارعين وإبراز المميزين منهم ، كذلك جذب اكبر شريحة من الزوار للقرية .
جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية-صحيفة هتون الدولية-

ويفخر أهالي القرية بقريتهم بعد تلك الأعمال التطويرية فشموخهم كشموخ قلاعهم ، وثباتهم من دولتهم كثبات جبال السروات ، وعطائهم مع زوار قريتهم كعطاء نبع مياههم وإنتاج مزارعهم ، حيث يعمل أبناء المجتمع المحلي منذ مئات السنين بقانون سقيا الري لمزارعهم حتى الآن ، ( أطواف مزارع ذي عين)) والطواف : هو دوران الماء حول مجموعة من الوجهات الزراعية ، وتبلغ عدد أطواف مزار القرية 12 طوفاً ، كل طوف يشمل مجموعة من الوجهات الزراعية تتضمن طوف الجهلان ، وطوف السعيد ، وطوف أبو قعود ، وطوف الظواهر ، طوف الخصران ، وطوف بلاد الحسين وطوف قطاع عجارم وطوف الغماس ، وطوف العليا ، وكوف ركيب النخلة ،وطوف المحفوظ ،وطوف السد الأسفل .
جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية-صحيفة هتون الدولية-

رغم أن القرية قد عانت في تاريخها القديم من الغزوات القبلية، قبل عهد الملك عبد العزيز آل سعود موحد المملكة، ومؤسس دولتها المعاصرة، إذ يذكر أن غزوة وقعت في القرية بين قبيلتي غامد وزهران، وهما من السكان الأصليين لمنطقة الباحة من جهة.
جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية-صحيفة هتون الدولية-

وجيش محمد علي باشا من جهة أخرى، فإن القرية غدت الآن مزاراً سياحياً وتراثياً لكثير من العائلات السعودية والخليجية لمشاهدة العمران التقليدي فيها، والتلذذ بطعم الموز الذي تنتجه مزارعها، ورائحة مضمومات الكادي.

جمال يخطف الأنظار .. قرية ذي عين التراثية-صحيفة هتون الدولية-سميت القرية بهذا الاسم نسبة لعين الماء التي تنساب من الجبال المجاورة بدون انقطاع وتصب في عدة أماكن ولكل مصب اسمٌ معين. وتوجد أسطورة محلية مفادها أن رجلاً فقد عصاه في أحد الأودية، ولاسترجاعها فقد تتبعها حتى وصل إلى القرية فجمع أهلها واستخرج العصا بعد حفر العين
يتداول سكان القرية اسطوره حول اصل تسمية البلده بهذا الاسم، وتقول هذه الأسطورة : « ان هناك شخصا في قديم الزمان سقطت له عصاً في أحد أودية رنيه الغزيرة بالماء وكانت تلك العصا مجوفة وبداخلها مسحوق يساهم في تقوية نظره لتحديد مسارات ومواقع المياه تحت الأرض أو ما يعرف محلياً «

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى