إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الحياة أن نشعر بمن هم معنا (أحياء)

لا شك بأن “العطاء” من أروع الصفات الإنسانية، وفي مقدمتها، بالتالي هو سلوك يُعزز القيم النبيلة بين الناس، قائم على إحساس الفرد ومحبتة وعطفه على الآخرين.

واقعيًّا، للعطاء شعور داخلي بالرضا وعظمة الروح بمعانيها السامية، وهو مصدر حقيقي من مصادر (السعادة في الحياة). أسعد الناس أنفعهم للناس.

السعادة التي يجهلها الكثير من الناس غير القادرين على العطاء والمبادرة به، وموانعهم بطبيعة الحال ذاتية، يتعذر الإقرار بها.

إنما يبقى (المِعطاء) من ارتقت نفسه وتجّرد من حب ذاته أولاً، ليستطيع (العطاء).

والصحيح، قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في المحبة والرغبة النابعة من قلبه صدقًا في العطاء من الإنفاق في سبيل الخير، ومساعدة الفقراء والمحتاجين إلى الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة والتواضع للبسطاء.

“عطاء” لا ينتظر مقابلًا له ولا شكرًأ على فعله، ولا جزاءً بالمثل بقدر سعادته واستمراره بمد يد العون لمن يحتاجه، مُبادرًا لفعل الخير، مَحبَّةٌ لذات الفعل.

والعطاء ما يأتي بقدر الاستطاعة في أي من جوانب الخير الكثيرة، وإن كان المال ذا قيمة، وهو الجزء الثمين بالنسبة للكثير ممن يمتلكونه؛ فإن قيمته الفعلية هي في الإنفاق منه؛ عندما تجعله سببًا لإدخال السرور على من هم أشد حاجة منك.

ومن جوانب أخرى فإن من العطاء ماهو معنوي وأخلاقي، فليس كل العطاء ماديًّا، وليس كل الخير مالًا، بابتسامتك وتواضعك، وحُسن تعاملك، ولُطف كلمتك، ومواساتك للآخرين، وإصلاح الخلافات والنزاعات بين الناس، جميعها (عطاء)، … وغيرها الكثير. لكن أيهما أثمن بالنسبة لك واستطعت منحه رغم احتياجك له، فهذا (قمة العطاء).

يُقال: إن أكثر مخزون للخيرات هي المقابر، فكم من القيم والأفكار والمنافع التي لا حصر لها بقيت حبيسىة أصحابها، إلى أن غادروا الدنيا بانتهاء آجالهم، وكم هم الذين رحلوا قبل أن ينفقوا بالعطاء، سواءً بالمال أو الكلمة أو الفعل. فلنا أن تتخيل كم هي أعدادهم، ومقدار ما كان بإمكانهم بذلهم قبل رحيلهم، وكم منهم أراده غدًا ولم يأتِ به الغد.

ولنا في هذه الجزئية وقفة مراجعة وتأمل، ثم لنحيا الحياة بالعطاء، شعورًا بمن هم معنا أحياء، كما أن العدالة الربانية وفطرة البشر السوية تتنافى مع الفردية والأنا التي تقتصر فيها اهتماماتنا على تلبية احتياجاتنا فقط، ومن نتبادل معهم المنافع الدنيوية القائمة على المحسوبيات والمصالح باعتبارها (عطاءً) وفي حقيقتها لا صلة لها (بالعطاء) .

بقلم/ بندر مطلق القعيانـي

مقالات ذات صلة

‫50 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88