مدينة البتراء من أشهر وأجمل المعالم الأثرية في العالم
مدينة البتراء من أشهر وأجمل المعالم الأثرية في العالم- البتراء أو البترا مدينة أثرية وتاريخية تقع في محافظة معان في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية. تشتهر بعمارتها المنحوتة بالصخور ونظام قنوات جر المياه القديمة. أُطلق عليها قديمًا اسم “سلع”، كما سُميت بـ “المدينة الوردية” نسبةً لألوان صخورها الملتوية.أُسست البتراء تقريبًا في عام 312 ق.م كعاصمة لمملكة الأنباط. وقد تبوأت مكانةً مرموقةً لسنوات طويلة، حيث كان لموقعها على طريق الحرير، والمتوسط لحضارات بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر، دورًا كبيرًا جعل من دولة الأنباط تمسك بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها. وتقع المدينة على منحدرات جبل المذبح، بين مجموعة من الجبال الصخرية الشاهقة، التي تُشكل الخاصرة الشمالية الغربية لشبه الجزيرة العربية، وتحديدًا وادي عربة، الممتد من البحر الميت وحتى خليج العقبة.
تعتبر مدينة البترا، عاصمة العرب الأنباط من أشهر المواقع الأثرية في العالم وأهم مواقع الجذب السياحي في الأردن، حيث تؤمها أفواج السياح من كل بقاع الأرض، وتقع على مسافة 262 كيلو مترا إلى الجنوب من عمان، وتتميز البترا بطبيعة معمارها المنحوت في الصخر الوردي الذي يحتوي على مزيج من الفنون المعمارية القديمة التي تنتمي إلى حضارات متنوعة وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر الوردي اللون.
والبترا مثال فريد لأعرق حضارة عربية ( حضارة الأنباط)، حيث قام العرب الأنباط بنحتها من الصخر منذ أكثر من 2000 عام، وهي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة وشاهدة على أكثر الحضارات العربية القديمة ثراء وإبداعا، تم اكتشاف البترا عام 1812 م علي يدي المستشرق السويسري يوهان لودفيج بركهارت، من خلال رحلة استكشافية في كل من بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية لحساب الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية، لذلك يطلق العديد من العلماء والمستشرقين على البترا “بالمدينة الضائعة” وذلك لتأخر إظهارها إلى العالم، وقد وصفها الشاعر الانجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة، المدينة الوردية التي لا مثيل لها.
أهم المعالم الأثرية في مدينة البتراء
إن مدينة البتراء تضم العديم من المعالم الأثرية التي تميزت بها عن غيرها من المدن، حيث تم اكتشاف الكثير من أثارها وهي ما تقارب الثلاثة آلاف معلم أثري، ومن أهم المعالم الأثرية في البتراء ما يلي:
السيق
هو عبارة عن الطريق الرئيسي لمدينة البتراء وهو من أروع المعالم في تلك المدينة، وهذا الطريق تم بناءه في الصخر وهو ما يقارب 1200 متر في الطول ، وعرضه ثلاثة امتار في أضيق الأماكن، و12 في الأماكن الواسعة، ويصل ارتفاعه إلى 80 متر ، والأنباط قاموا بنحت جزء صغير منه، وهو لونه وردي زاهي في معظم أجزائه، وهذا المكان مناسب جدًا للتصوير فيه وذلك لجمال منظره واتساعه وألوانه الزاهية.
الخزينة
تعتبر الخزينة واحدة من أشهر المعالم الموجودة في مدينة البتراء، وقام الأنباط باختيار موقعها بطريقة معينة، وتوجد في نهاية السيق، وهي أُنشئت بطريقة معينة تتميز بالدقة والجمال، وتم العثور عليها في القرن التاسع عشر، وتم تسميتها بهذا الاس وذلك لأن البدو اعتقدوا بأنها تضم كنزًا، هي عبارة عن طابقين يصل ارتفاع كل طابق منهم إلى حوالي 39 متر، والعرض إلى 25 متر، وهي تضم ثلاث غرفات، وتتميز مقدمة الخزينة بخليط من الفنون المعمارية حيث تضم الفن المعماري المصري والهلنستي والنبطي، وتحتوي أيضًا على عدد من المدافن في أسفلها.
الدير
هو من أهم المعالم الأثرية في مدينة البتراء، حيث تم نحته في الصخور بطريقة جميلة وبشكل فني جميل وشيق، وتم إنشاؤه في نصف القرن الأول قبل الميلاد. هو عبارة عن طابقين ويصل عرضه إلى 50 مترً وارتفاعه إلى 50 متر، ويوجد أثار للصلبان التي تم حفرها في الصخر في غرفة موجودة في الدور السفلي، ولهذا السبب اعتقدوا بأن الواجهة تم تحويلها إلى دير للرهبان أثناء حكم البيزنطيين.
المذبح
هو عبارة عن مبنى من عصر الأنباط، وهو يضم مسلتين من الصخر بجانب بعضهما، وهما يرمزان إلى الإله العزي، والإله الشرى وهم آلهة الأنباط، وكان الأنباط يقدمون القرابين لهذين الإلهين في المذبح.
يقع هذا المبنى في الجهة المقابلة للمدرّج، وتوجد فيه ثلاثة منافذ؛ تُستخدم لتكون مدافنَ صغيرةً، وقد بُنِي في عام 70م، وفي عام 446م أصبح يُستخدَم على أنّه كنيسةٌ بيزنطيّةٌ.
المعبد الكبير:
هو أكبر مباني مدينة البتراء الأثريّة، ويحتوي ساحةً كبيرةً، وأدراجاً عريضةً، ويُطلق عليه اسم قدس الأقداس، وتصل مساحته إلى 76كم2.
الشارع المعمّد: هو طريق نبطيّ قديم، تمّ تجديده في العهد الرومانيّ في عام 106ق.م، يبلغ عرضه 6م، وفي آخره توجد بوّابة كبيرة حيث يقع قصر البنت.
قصر البنت: يبلُغ ارتفاع هذا القصر 23م، ويُحيطه مُدرّج توجد فيه مقاعد، وُضِعت في عهد الملك النبطيّ الحارث الرّابع بنقشين مختلفين، ما زال أحدهما ظاهراً بين المقاعد حتّى يومنا هذا.
السياحة في مدينة البتراء
تشكل المدينة عنصرًا هامًا في صناعة السياحة في الأردن، لتميزها بفن الإبداع المعماري الفريد الذي لا يوجد له مثيل في العالم، وهي مقصد سياحي لأعداد كبيرة من السياح اللذين يزورون الأردن، مما ينعكس على الاقتصاد الوطني الأردني، كما تعد موقع سياحي متكامل بخدماته الفندقية المتنوعة ومطاعمه واستراحاته ومحلات التحف الشرقية وشركات السياحة والسفر، لذلك يمكن للسائح الإقامة فيها لبضعة أيام للاطلاع على حضارتها، حيث إن دخول مدينة البتراء كأحد عجائب الدنيا السبعة أدى إلى نمو الحركة السياحية فيها، مما انعكس على الأردن إيجابيًا، وتمثل السياحة فيها إحدى الصادرات الهامة وعنصر أساسي من عناصر النشاط الاقتصادي التي أدى إلى زيادة حجم الانفاق السياحي والتقليل من البطالة.
تقع مدينة البتراء في لواء البتراء التابع لمحافظة معان، على بعد 225 كيلومتر جنوب العاصمة الأردنية عمّان، وإلى الغرب من الطريق الصحراوي الذي يصل بين عمّان ومدينة العقبة على ساحل خليج العقبة. يقع اللواء في الجهة الغربية من مدينة معان مركز المحافظة، ويبعد عنها 36 كم. ويتواجد على امتداد سلسلة جبال الشراه المطلة على وادي عربة وطبيعتها الجغرافية المنحدرة والمحاطة بالجبال. تبلغ مساحة اللواء 900 كم2 ، أما مساحة المحمية الأثرية فتبلغ 264 كم2. وتُعتبر البتراء أحد مناطق هذا اللواء، ومركزه مدينة وادي موسى.