الأدب والثقافةفن و ثقافة

الجمعية الثقافية السريانية تحتفل “بحانو قريثو”

مع قدوم شهر أعياد الربيع الذي يصادف آذار من كل عام، يحتفي القرويون السريان في سوريا والعراق بعيد “حانو قريثو”، فيطوفون بدمية بيوت القرى بكرنفال احتفالي وطقس شعبي يرجع لسنوات غابرة.

الجمعية الثقافية السريانية تحتفل “بحانو قريثو”

ففي قرى “محركان وروتان” في ريف مدينة القامشلي شمالي سورية، احتفل الاتحاد النسائي السرياني والجمعية الثقافية السريانية، بحانو قريثو الذي يجسد قصة أسطورية لابنة ملك عظيم قدمت نفسها قربانا لنصرة والدها وتستذكر جورجيت حنا، إحدى المحتفلات بالعيد تفاصيل ترتيبات التقليد الشعبي للعيد التاريخي الذي يبدأ بصناعة فتيات القرية لدمية رمزية وهي كناية عن ابنة الملك حانو، وإلباسها ثيابا فولكلورية زاهية.

وفي صبيحة العيد تنطلق الفتيات العذراوات وهن يحملن حانو، وتطفن بها بيوت القرية وهن يرددون أغنية خاصة بالمناسبة، ويطرقن أبواب القرويين، ويطلبن السمن والبرغل والبيض واللحم.

بحسب المؤرخ السرياني ورئيس الجمعية السريانية الثقافية في مدينة القامشلي حنا حنا، فإن “حانو قريثو” واحدة من أقدم الاساطير السريانية، وباتت طقسا سنويا توارثه الأبناء والأحفاد قبل المسيحية ليمثل تراثا شعبيا وكنسيا، يحتفي به السريان والآشوريون قبل البدء بالصوم الأربعيني .

وترجع أحداث الأسطورة التي حدثت في جبال طور عابدين في تركيا إلى هذا التوقيت من السنة وعن أصل الاحتفال، يوضح حنا: “منح الملك الانتصار على أعدائه بعد أن توالت عليه الهزائم وخسر أراض فنذر للآلهة أن يضحي بأول شخص يلتقيه بعد عودته من المعارك.

فصدف أن كانت ابنته الأميرة حانا أو حانو من التقاها، فرحبت الشابة بقرار والدها فطلبت منه منحها مهلة 40 يوما، فخرجت برفقة صديقاتها العذراوات الى الجبال، حيث جمعن البيض والقمح والبقوليات والفاكهة، واحتفلن أربعين يوما.

وقبل انتهاء المهلة المحددة وعودة حانا لوالدها ليضحي بها، طلبت من رفيقاتها تخليد ذكراها بطقس رمزي بصناعة دمية على شكل صليب، وإلباسها ثيابا بديعة والطواف بها بين الناس”.

وتضيف أمل كورية، وهي ممثلة عن الجمعية السريانية، أن القرويين يرشون حانو بالماء، ويمنحون الفتيات اللواتي يتناوبن على حملها كميات كبيرة من البرغل والعدس والبيض والقمح والخضار واللحم بالزغاريد والأهازيج، إلى جانب أداء أغان خاصة بالمناسبة.

وتتابع كورية موضحة : “من المواد التي جمعتها الفتيات، تطبخ أمهر نساء القرية مأكولات تقليدية، ويقدمن حصة منها للضيوف والمحتفلين، وقسم يوزع على القرويين، فيما توضع حصة حانا من الطعام في صحن وتدفن في الأراضي الزراعية الخاصة بقريتهن تباركا بالعيد وتحضيرا للصوم الأربعيني المقدس”.

وتضيف قائلة: “بعد انتهاء الاحتفال بالرقصات والدبكات الشعبية، تدفن الفتيات تمثال الأميرة حانو قريثو الرمزي مع بعض الطعام في مكان حول القرية”.

وعن علاقة حانو قريثو بطقوس وصلوات الاستسقاء، يقول الباحث والمؤرخ السرياني يعقوب حنا: “الفتيات اللواتي يطفن بيوت القرية حاملين عروسا خشبية عليها ملابس جميلة، يجلن بيوت القرى وهن يرددن أغان خاصة بالاستسقاء بالسريانية، ويرش كل بيت الماء على حانو، ثم يتجه موكبها الاحتفالي إلى كنيسة القرية، ويطفن حوله عدة دورات مرددين مرة ثانية أغاني الاستسقاء طالبين المطر” .

ويحيي الأكراد في مناطق الجزيرة السورية ذات الطقوس مع شح الأمطار، حيث تقول الجدة الكردية خجة الطاعنة في السن ، إنهم اعتادوا كأجدادهم إحياء الطقوس ذاتها حين يتأخر المطر، لكنهم يقدمون الطعام للفقراء قبل التوجه لله بطلب المطر.

الجمعية الثقافية السريانية تحتفل “بحانو قريثو”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88