إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الشباب الواهم

نَظَرَت إلى وجهها في المرآة، فانبهرت بجمالِه، ثم ألحقت ذلك الجمال الرباني بِلَمساتٍ من مكياجٍ خفيف، فزادها جمالًا وحسنًا، ثم أرخت ناظريها إلى قوامها، فافتُتِنت برشاقة ضامر سرجُوفِها، فأشار عليها قرينها الشيطان أن تُعرضَ هذه المفاتنَ خارج مخدَعِها ليشاهدُها الأخرون، فانتزعت عباءتها شبه العاريةِ من عَلاَّقتها، وذهبت مسرعةً إلى السوق، فوجدت ثولاً من الذُبّان البشرية تنتظرها هي وأمثالها هناك، فاستولت على وَهمِ عقولِهم المريضة، وأصبحوا رهائن ما بين نظرات عيون تُبحلق، وألسنةٍ تهذي، وعقولٍ تخشى قانون التحرش الصارم ولا تخشى حدود الله، فَأدركت ذلك في ملامِحِ عيونهم، ثم سارعت خُطَاها إلى أحدِ مقاهي السوق، واجترّت خلفها طابورًا من الواهمين، فاحتست كوبًا من القهوة، ثم عادت أدراجها إلى منزلِها، وتركت أُناسًا قد تقيّحَت صدورهُم من الحسرات، ودَمَعت عيونهم من خيانةِ النظرات، وتشوَّشَت عقولهُم بالأوهامِ والتأويلات، وهذا هو دَيدن بعضِ الفتيات، لا يهدأ لها بال حتى تجعلَ الذُّبَّان من الشباب يقتاتون على قذارة قَذَى حيائِها.

والسؤال هنا هو: ماذا استفادت تلك الفتاة، وماذا استفاد أولئك الفتيةُ من كل هذا؟

الجواب: حسراتٌ عليهم في الدنيا والأخرة جراء ضياعِ  أوقاتِهم فيما يضر ولا ينفع.

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات للكاتب

رحلة زمن العمر

غروب شمس

موت ملياردير

شبكة مافيا عالم السيارات

تقارب القلوبِ عن بُعد

معنى السعادة

دعوة الغدر

عقولٌ عشَّشَ فيها الوهم

أتذكرين

ضربوني يا أمي

مقالات ذات صلة

‫50 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88