إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

فقر الأغنياء.. وغنى الفقراء

لا يبلغ العبد منزلة الرضا حتى يستقر في قلبه اليقين بقناعة بأن عطاءات الله تجري في أشياء تُمنع عنه، كما تأتي في أشياء تُمنح له.

قصة مقتبسة.. وفيها عبرة للأجيال

أراد رجل فاحش الثراء أن يشعر ابنه بقيمة النعمة التي بين يديه ويريه بأم عينه وليلتمس كيف يعيش الفقراء من الناس، فأخذه في رحلة إلى البادية وقضيا أيامًا وليالي في ضيافة أسرة فقيرة تعيش في مزرعة بسيطة.

وفي طريق العودة سأل الأب ابنه:

كيف كانت الرحلة؟

أجاب الابن: كانت ممتازة

الأب: هل رأيت كيف يعيش الفقراء؟

الابن: نعم

الأب: إذًا أخبرني ماذا تعلمت من هذه الرحلة؟

الابن:

– لقد رأيت أننا نملك للحراسة كلبًا واحدًا.. والفقراء يملكون أربعة كلاب.

– ونحن لدينا بركة ماء في وسط حديقتنا، وهم لديهم جدول كبير ليس له نهاية.

– نحن جلبنا الفوانيس لنضيء حديقتنا، وهم لديهم نجوم تتلألأ في السماء.

– باحة بيتنا تنتهي عند الحديقة الأمامية ولهم امتداد الأفق.

– لدينا مساحة صغيرة نعيش عليها٬ وعندهم مساحات تتجاوز تلك الحقول.

– نحن لدينا خدم يقومون على خدمتنا باستمرار، وهم يقومون بخدمة بعضهم البعض بتعاون.

– نحن نشتري طعامنا وهم يأكلون مما يزرعون.

– نحن نملك جدرانًا عالية حول منزلنا لتحمينا، وهم يملكون أصدقاء، يحمونهم.

كان الوالد صامتًا مندهشًا، حينها رد الطفل قائلاً: شكرًا لك يا أبي لأنك أريتني كم نحن فقراء.

السعادة تختلف في أعين الناس.. فهناك من غطـّى سوء تفكيره على عينيه فأظلمت الحياة في نظره، وصار يشعر أنه محروم، وهو في الحقيقة مرحوم.

والفقر فقر القلب من الرحمة والشفقة التي تولد الظلم والحسد والكراهية والأنانية.. والغنى برضى الله بالقناعة وبالمحبة والتسامح.

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات سابقة للكاتب

شكرًا للمعلم بِعيدِه وكل الأيام

الصديق الصدوق.. لا تضيع معه أي حقوق

كن بينك وبين الله

التعامل مع البشر.. تحتاج أحيانًا للغباء

الشك والظن

تجارب الحياة.. اﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎ ﺍﻟﻤﻘﻠﻮبة

ذنوب البشر بينهم وبين ربهم

بين عام مغادر وعام جديد

مقال الأشياء بقيمتها وليس بثمنها 

جمال اللغة ورونقها

مقالات ذات صلة

‫64 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88