إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الملك عبد الله.. الازدهار يُولِّد الاستقرار

ظهرت المكانة المُهمة للأردن، من خلال التأييد الدوليّ العارم للإجراءات التي اتخذها رجل العرش؛ لحماية استقرار المملكة مما كان يُخططه البعض، والتضامن الكبير من عرب الخليج، والشرق الأوسط عمومًا، الذي بدأ منذ الساعات الأولى للإعلان عن ذلك المُخطط ينهال على عمان.

كلُّ هذا يعود إلى الرصيد في العلاقات الدولية الذي راكمه الراحل الملك حسين بن طلال، رحمه الله، طوال خمسة عقود من المُثابرة على تمتين دعائم العرش وصموده بوجه الزلازل التي عصفت بالمملكة، كما أوجد مسارًا سياسيًّا جعله محط أنظار العالم.

طوال 48 عامًا من حكم الملك حسين، كان الأردن محور اهتمام الإعلام الغربي لجهة المبادرات التي قدَّمها، خصوصًا في مواقفه الثابتة من الصراع العربي الإسرائيلي، وتعاليه على الجراح التي تسبب بها جمال عبد الناصر، ووقوفه إلى جانب مصر في حرب الأيام الستة، فالملك حسين كان يُدرك منذ البدء أنَّ أيَّ نكسة تصيب دولة عربية تعتبر نكسة للجميع، وأن الصورة العربية المرسومة في الذهن الغربي لا بدَّ من تغييرها إلى الأفضل، خصوصًا فيما يتعلق بالنظرة إلى الممالك العربية، التي عملت دوائر غربية على تشويه مواقفها ومساراتها التنموية.

ردًّا على هذه المُغالطات، عمل الحسين بن طلال -رحمه الله- على خطين:

الأول: بناء الداخل عبر تنمية الإنسان بنظام تعليمي متقدم، ولهذا لقب بالملك الباني، والعبور بثبات وهدوء بالمملكة، حتى استطاع أن يضعها على خارطة العالم كدولةٍ مهمة وذات سيادة قويّة.

الثاني: تجلّى في حملته الدولية لتصحيح الصورة عن الممالك العربية، وتقديم قادتها إلى العالم الغربي بالشكل الصحيح، وإزالة الاستنتاجات المسبقة التي كوَّنها بعض المُستشرقين في الذهن الغربي.

هنا لا بدَّ من الاعتراف للرجل أنه أوجد مملكة مهمة، وقد عرف كيف يستغل موقعها الإستراتيجي لجعلها محط أنظار العالم، إضافة إلى عمله على منظومة تشريعات مُتقدمة عزَّزت دورها من جهة، وحصَّنت العرش من جهة أخرى، ورسَّخت ضمان ولاء القوات المسلحة والعشائر التي رأت فيه رجلًا عظيمًا يعمل على بناء مملكة قوية راسخة، وهو ما أثبتته الأحداث في العقدين الماضيين.

صحيح أنني ككويتي لديَّ غصة من موقفه المؤيد لصدام حسين بغزوه الكويت، لكن كنت على يقين من خلال اتصالاتي ولقاءاتي به في لندن وعمان، بأنَّ الرجل لا بدَّ أن يعود إلى نقائه وعروبته، غير أن المرض لم يُمهله، ولأن هذا الشبل من ذاك الأسد، فإن الأردنيين والعرب والعالم ينظرون إلى الملك عبد الله الثاني على أنه المُكمِّل لمسيرة والده، ويتوقعون منه أن يتفوق على أستاذه في تحديث المملكة، عملاً بالمثل العربي: “كم من تلميذ فاق أستاذه”.

ثمَّة الكثير من الفرص المتاحة أمام الأردن حاليًا، وكلُّها يُمكن أن تتحوَّل إلى إنجازات تاريخية تسجل للملك الحالي، خصوصًا فيما يتعلق بالتطوير الاستثماري، وبناء منظومة قائمة على الاستفادة من فرصة السلام التي خففت عن الأردن أعباء كثيرة، وأفسحت المجال كي يتغلب على أزمة البطالة المتصاعدة عبر بنية تحتية صناعية وزراعية كبيرة، تقوم على بناء شراكة حقيقية بين رجال الأعمال الأردنيين والخليجيين والإسرائيليين والغربيين، وفتح الأسواق الغربية أمام المملكة؛ كي تتغلب على كلِّ مصاعبها الاقتصادية.

هذا الأمر يحتاج إلى جهد خاص من الملك عبد الله الثاني، الذي لا شكَّ سيجد إقبالًا كبيرًا من المستثمرين والدول، بل ستنهال القروض على الأردن، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى إقفال المنافذ أمام المُتصيِّدين في مياه أزمتها.

ولذا نكرر القول: إن الازدهار هو الذي يُولِّد الاستقرار.

بقلم عميد الصحافة الكويتية/ سعادة الأستاذ والكاتب المخنك أحمد الجار الله

مقالات ذات صلة

‫53 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88