القصبة المهدية: تاريخ عريق ومصير مجهول
توجد قصبة مهدية على الضفة اليسرى لنهر سبو، على بعد 8 كيلومترات غرب القنيطرة. ودُشنت القصبة فوق تل مرتفع يبلغ علوه 70 مترا ويُطل على المحيط الأطلسي والسهل الساحلي في مكان قريب من مصب الوادي.
شيدت قصبة المهدية على مرتفع صخري يشرف على سهل مترامي الأطراف، وهي تستفيد من موارد سهل الغرب الطبيعية (غابة المعمورة) التي تجعل منها موقعا حيويا. تجعل منها هندستها العسكرية التي تولدت عن تلاقحات وتأثيرات مختلفة شاهدا على المبادلات الثقافية المستمرة بين ضفتي المتوسط.
قصبة المهدية ، معلمة تاريخية تعاني من النسيان و الاهمال ، بنيت القصبة في القرن السادس قبل الميلاد على يد “حانون القرطاجي” حيث اقامها فوق هضبة صخرية عند مصب نهر سبو على انقاض مدينة “تيماتريا” , فالقصبة حملت أسماء عديدة حسب الحقب التاريخية ك”تيماتريون” أو “المتجر القرطاجي” كما جاء في رحلة “حانون” , أو “حلق الوادي” لموقعها عند مصب نهر سبو أو “المعمورة” لكونها تطل على غابة المعمورة ثم سميت “المهدية” بعد أن تم استرجاعها في عهد السلطان إسماعيل ،
و قد عرفت القصبة الاحتلالين البرتغالي سنة 1515 و الاسباني سنة 1614 , و تمكن السلطان العلوي المولى “اسماعيل” من تحريرها سنة 1681, ومند ذلك الحين أصبحت القصبة تحمل اسم المهدية أو قصر مولاي إسماعيل ، كما أمر السلطان “اسماعيل” بعد تعيين “علي الريفي” حاكما على القصبة بتوسيع عمرانها، و هكذا تم تشييد دار المخزن و قصر القائد وعدة مرافق عمومية كالمسجد و المدرسة و الحمامات والباب الجديد المطل على غابة المعمورة، كما تم بناء الاصطبلات و مخازن المؤونة , ووقع الاهتمام بالهندسة الدفاعية للقصبة،
كما أقيمت حامية عسكرية بالمهدية لحماية القوافل التجارية المارة بالمنطقة، إلا أنه انطلاقا من سنة 1795تم إغلاق ميناء المهدية بعد انتهاج السلطان سليمان لسياسة الانغلاق و الاحتراز إزاء القوى الأوروبية، و قد مر بها عدد من المغامرين و البعثات الأروبية، واكتشفت قوات الحلفاء الأهمية الإستراتيجية للمنطقة فعرفت نزول القوات الأمريكية في إطار عملية”طورش”.
تمتد القصبة على مسافة 40 هكتارا تقريبا، ويحيط بها سور ضخم ذو بابين، وقد امتزجت فيها العمارة الإسبانية والعمارة الإسلامية على حد سواء. ويمكن أن ينسب مظهرها الدفاعي إما لمرحلة الاحتلال البرتغالي أو الإسباني. وفي عهد السلطان المولى إسماعيل تم تعزيز أسوار الواجهة الجنوبية الشرقية بمعاقل محصنة وخنادق عميقة، مع الحفاظ على الأبراج الثلاثة الموجودة بالواجهتين الشمالية الغربية والجنوبية الغربية.
إضافة إلى ذلك، زُود السور بباب ضخم من الحجر المنحوت سُمي بـ” الباب الجديد” لتمييزه عن الباب الذي أنشأه الإسبان والمسمى “باب سلا”. وتتمايز العديد من الآثار داخل القصبة ضمنها دار الحاكم القيد الريفي التي شيّدت في القرن السابع عشر ميلادي وفقا للطراز التقليدي للمنازل ذات العمارة الإسلامية. إضافة إلى حمام خاص من النوع الإسلامي- الإسباني، وصهاريج، وسجن، ومسجد، ومنازل صغيرة، ومحلات تجارية وفنادق.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
قصبة المهدية هي قصبة قرب مدينة القنيطرة عند مصب نهر سبو في المغرب.تقع القصبة عند مصب نهر سبو في المحيط الأطلسي على بعد 12كلم من مدينة القنيطرة. بنيت فوق منحدر صخري ولا زالت أطلال أسوارها بارزة لحد الآن على الساحل الأطلسي وذلك من أجل التحكم في هذه المنطقة الساحلية وحمايتها.