تاريخ ومعــالممتاحف وأثار

“الأخدود” في نجران.. تاريخ مدفون منذ 2000 عام

تقع منطقة الأخدود جنوب نجران في المملكة العربيّة السعوديّة، وكانت تسمّى سابقاً (رقمات)، وهو موقع في المملكة العربيّة السعوديّة في جنوب نجران، وقد تمّ ذكرها في سورة البروج حيث قال الله عز وجل (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، وهي مَحرقة حدثت عام 525م على يد الملك (ذو نواس) ملك اليمن واسمه زرعة بن تبان اسعد أبو كرب وهو آخر ملوك (حمير) الذي أجبر أهل نجران على ترك ديانتهم إلّا أنّهم رفضوا ذلك، فأمر هذا الملك بخد أخدود عظيم في الأرض وإشعال النار فيها.
"الأخدود" في نجران.. تاريخ مدفون منذ 2000 عام -صحيفة هتون الدولية

تعد مدينة الأخدود من أغنى المواقع الأثريّة، ففيها نقوشات وكتابات على الأحجار والصخور التي كُتبت عليها نقوش بأحرف خاصّة بهم، وصخور نقش عليها أنواع من الحيوانات التي كانت تنتشر في تلك العصور كالخيول، والجمال، والأفاعي، وهناك أيضاً ما زالت رفات الذين أُحرقوا في تلك الفترة، وهناك جبل أثري وهو تصلال الذي يقع شرق منطقة نجران، والذي بُنيت فوقه كعبة تصلال.
"الأخدود" في نجران.. تاريخ مدفون منذ 2000 عام -صحيفة هتون الدولية

وشهدت نجران طوال تاريخها أحداثا مهمة، تمثلت في الحملات العسكرية الكثيرة التي تعرضت لها من قبل القوى العظمى في فترات مختلفة من التاريخ. أدت بعض هذه الأحداث إلى حصارها واحتلالها، والبعض الآخر إلى تدميرها. وأبرز تلك الأحداث هي حادثة الأخدود، المذكورة في القرآن الكريم، التي ذهب ضحيتها آلاف من أبناء المنطقة في محرقة كبيرة قبل أكثر من 1500 عام. حدث ذلك بعد أن أقدم ذو نواس، آخر ملوك التبابعة على الانتقام من مسيحيي نجران، عندما رفضوا اعتناق الديانة اليهودية.
"الأخدود" في نجران.. تاريخ مدفون منذ 2000 عام -صحيفة هتون الدولية

كما تتمتع المنطقة بوجود آثار ومواقع مهمة تعود للفترات البيزنطية والأموية والعباسية، وكلها تؤكد أن المنطقة كانت ذات موقع تجاري وزراعي مهم وعمق حضاري لافت.
"الأخدود" في نجران.. تاريخ مدفون منذ 2000 عام -صحيفة هتون الدولية
وتعد نجران، بما سجله التاريخ فيها، متحفًا تاريخيًا حيًا، وخصوصًا بعد اكتشاف آثار متعددة. حيث تشتمل على نقوش وكتابات بالخط المسند، وهو الخط الذي استخدمته دولة «حمير» بين (115 قبل الميلاد و14 ميلادية)، ونقوش هيروغليفية ومصرية قديمة. إضافة إلى نقوش كوفية يعود تاريخها للعصور الإسلامية الأولى. وربما الأهم من ذلك، هو العثور على رسوم لبعض الحيوانات من خيول وجمال ونعام وظباء، إلى جانب مصنوعات يدوية مهمة، تثبت تواجد العنصر البشري في المنطقة خلال العصر الحجري.
"الأخدود" في نجران.. تاريخ مدفون منذ 2000 عام -صحيفة هتون الدولية

ويعد موقع الأخدود الأثري نموذجاً للمدن المميزة لحضارة جنوب الجزيرة العربية، وهو الموقع الذي كانت تقام عليه مدينة نجران القديمة التي ورد ذكرها في نقوش جنوب الجزيرة العربية باسم (ن ج ر ن)، ويعود تاريخ القلعة أو القصبة التي تشكل العنصر الأبرز في الموقع، إلى الفترة الممتدة من 500 قبل الميلاد إلى منتصف الألف الأول الميلادي، وهي فترة الاستيطان الرئيسية للموقع.
"الأخدود" في نجران.. تاريخ مدفون منذ 2000 عام -صحيفة هتون الدولية

والقلعة أو القصبة هي عبارة عن مدينة متكاملة مستطيلة الشكل، يحيط بها سور بطول 235 متراً، ويمثل نظام التحصين للقلعة الذي كان معمولاً به في مدن جنوب الجزيرة العربية، نظاما دفاعيا قويا، يحمي المدينة وسكانها من الهجمات الخارجية.
"الأخدود" في نجران.. تاريخ مدفون منذ 2000 عام -صحيفة هتون الدولية

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

المدينة مربعة الشكل وتبلغ مساحتها أربع كيلو مترات مربعة، وتقع على الحزام الجنوبي لوادي نجران، على بعد 25 كيلو مترًا من مدينة نجران بين قريتي القابل والجربة. بدأ التنقيب في المنطقة في نهايات القرن العشرين. اكتشفت العديد من القطع الأثرية والمدافن والقبور والتي يعود بعضها لما قبل الميلاد وبعضها للفترات الإسلامية. أظهرت الحفريات أن القبور تقع في الجزء الجنوبي في حين كانت المنطقة الشمالية من المدينة والجنوبية من القبور مستخدمة لسكن المسلمين وقبورهم والتي سجل على بعضها اسم صاحبها وتاريخ وفاته. القلعة الرئيسية لا يوجد بها أي آثار إسلامية، واكتشف المنقبون مسجداً يعود للقرن الهجري الأول في الجزء الشمالي من المدينة. عثر على بعض الكتابات والتي تعود لفترة ممالك جنوب شبه الجزيرة العربية.المباني لم يبق منها إلا أساساتها وجدرانها، وعثر على قطع حجرية ضخمة، وعثر على منطقة السوق. عثر أيضاً على فخار يعود لتلك المنطقة، بالإضافة إلى بعض المجوهرات المصنوعة من الفضة والنحاس والذهب. المدينة محاطة بسور حجري ومزين من الأعلى وتنتشر أشجار الأراك بعد الدخول من بوابة السور وبعد الأشجار توجد قلعة متهدمة عليها نقوش ورسوم حيوانية وإنسانية وأسماء لأشخاص منقوشة على الجدران. تنتشر في المنطقة آثار الرماد والعظام المتفحمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88