التلوث البيئي و آثره السلبي علي البيئة
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
لم يعد تلوّث البيئة مشكلة محلية أو تقتصر على الدول الصناعية الكبرى، فقد باتت مشكلة عالميّة بسبب تراكم تأثيراتها وتأجيل تنفيذ الحلول.
العواقب المرتبطة بتلوث البيئة، تجلت في أواخر القرن الماضي؛ الاحتباس الحراري وذوبان الجليد الطافي في القطب الشمالي وانبعاث الجزيئات الدقيقة والمرض أو الموت، كلها تأثيرات ضارة تتزايد يوماً بعد يوم، بالرغم من توقيع 190 دولة اتفاقية باريس حول المناخ في نهاية العام 2016، والتي تهدف إلى وقف ارتفاع حرارة الأرض عبر خفض انبعاثات الغاز ذات مفعول الدفيئة. واضطرت 55 دولة تمثل 55٪ على الأقل من الانبعاثات العالمية إلى التوقيع على المعاهدة.
تتعدد الآثار التي يسببها التلوث على البيئة، ومن أبرزها ما يأتي:
يؤدي تلوث مياه الشرب إلى إصابة الإنسان بأمراض عدة، منها؛ التيفوئيد والأميبيا.
يؤثر تلوث الهواء سلبًا على الغذاء والحيوان، كما أنه يسبب مشكلات في التنفس عند الإنسان، ويجعله عرضة للعديد من أمراض الرئة والحنجرة والجهاز التنفسي عامةً.
يؤدي تلوث المياه، مثل مياه البحار والأنهار والآبار بسبب الأمطار الحمضية أو المخلفات إلى قتل النباتات والكائنات الحية، وإصابة الحيوانات التي تشرب من هذه المياه بأمراض كثيرة.
يتسبب التلوث البيئي في حدوث ظاهرتين، وهما الاحتباس الحراري وثقب طبقة الأوزون، وذلك بسبب الغازات الملوثة المتصاعدة. يؤثر التلوث على الجانب الاقتصادي للدولة، وذلك من خلال ارتفاع تكاليف العلاج، وفقدان الثروة النباتية والحيوانية، وازدياد تكلفة معالجة المياه. انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية وفقرها بسبب تلوث التربة وعدم قابليتها على الإنتاج.
تلوث المواد الغذائية التي يتناولها الإنسان، مما يجعله عرضة للأمراض، وذلك من خلال تلوث المياه التي تسقي النبات، أو تلوث مياه البحر بسبب الأمطار الحمضية، أو تسرب النفط من ناقلاته، وهو الذي يزيد نسبة الزئبق في الأسماك، مما يشكل خطرًا على الانسان الذي يتناولها. إصابة الإنسان بإرهاق شديد بسبب التلوث الضوضائي، والتسبب في عدم تركيزه في العمل، وعدم الإنجاز كما هو مطلوب.
تراجع إنتاج الثروة الحيوانية، بسبب أكلها لطعامٍ أو شرابٍ ملوث، مما يسبب نقل العدوى إلى الحيوان. إصابة الإنسان بالعديد من الاضطرابات النفسية، ونوبات التوتر والقلق وضغوطات نفسية التي ينتج عنها اضطرابات فسيولوجية.
أسباب وعوامل تلوث البيئة
أسباب وعوامل تلوث البيئة متعددة. بشكل عام، تُقسم إلى نوعين. الأول مصدره البشر (كالصناعة والتجارب النووية والحروب..)، والثاني مصدره الكوارث الطبيعية (كالزلازل والبراكين والفياضانات..)
تلوث الهواء المنزلي
يتمثل المصدر الرئيس لتلوث الهواء المنزلي في الإحراق الداخلي للوقود الأحفوري والخشب وأنواع الوقود الأخرى، القائمة على الكتلة الحيوية لأغراض الطهي والتدفئة وإضاءة المنازل. ويحدث نحو 3.8 مليون حالة وفاة مبكرة، بسبب تلوث الهواء الداخلي كل عام، والغالبية العظمى منهم في الدول النامية.
الزراعة
ثمة نوعان من المصادر الرئيسة لتلوث الهواء من الزراعة: الماشية التي تنتج غاز الميثان والأمونيا وحرق المخلفات الزراعية.
تسبب انبعاثات غاز الميثان في الأوزون السطحي مرض الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، ويعتبر الميثان أيضاً من غازات الاحترار العالمي الأكثر تأثيراً من ثاني أوكسيد الكربون. يعد تأثيره أكبر بنحو 34 ضعفاً على مدى الـ100 عام. ويأتي نحو 24% من جميع غازات الاحتباس الحراري المنبعثة في جميع أنحاء العالم من الزراعة والحراجة والاستخدامات الأخرى للأراضي.
تلوث المياه:
يحدث تلوث المياه بفعل تواجد بعض المواد الكيميائيّة أو المواد الدخيلة الخطرة في الوسط المائيّ، كالرصاص والزئبق ومخلفات الصرف الصحيّ، بالإضافة إلى المركبات الكيميائية الداخلة في تركيب المبيدات والأسمدة الزراعية.
الحروب والأسلحة المحرمة دولياً
للحروب حصة كبيرة في تلويث البيئة بشكل عام، والتربة بشكل خاص والتسبب بالأمراض المستعصية أو التشوهات الجينية. فالأسلحة، لا سيما المحرمة دولياً، لا تؤدي إلى تلوث التربة فحسب بل إلى تلفها وجعلها غير صالحة أبداً، وتداعياتها على الكائنات الحية من بشر وحيوان ونبات طويلة الأمد تصل إلى انعدام فرص الحياة، كما حصل حين ألقت أميركا القنبلتين الذريتين في نهاية الحرب العالمية الثانية على ناغازاكي وهيروشيما في اليابان، وكما حصل خلال الغزو الأميركي-البريطاني للعراق.
التلوث البيئي هو إدخال الملوثات في البيئة الطبيعية التي تسبب تغيرًا سلبيًا. يمكن أن يتخذ التلوث شكل مواد كيميائية أو طاقة ( مثل الضوضاء أو الحرارة أو الضوء) أو ملوثات تتواجد بشكل طبيعي. غالبًا ما يُصنف التلوث على أنه تلوث من مصدر ثابت أو تلوث غير محدد المصدر. في عام 2015 ، قتل التلوث 9 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.