ارتشفتْ فنجان قهوتها ثم أخذت تلتقط حبات التمر وتضعها في طبقها، كانت تختارها بعناية، حيث تبتعد عن الحبات القاسية وتأخذ اللينة؛ كنت أتألم من أجلها ولكني لا أستطيع مساعدتها بشيء
تبتسم جدتي عن فمٍ بلا أسنان، تساقط بعضها واقتلعت جدتي البعض الآخر، بسبب السوس الذي نخره بلا رحمة
– كم بقي من شهور هذه السنة؟ سألت جدتي
لم أجب؛ كنت أتأمل الشجرة التي نجلس تحتها، إنها خضراء تتدلى منها أوراق كثيفة، زرعتها أمي منذ سنوات طويلة. ما زلت أذكر ذلك اليوم كانت أمي تحمل بذورها بمنديلها الأحمر الصغير وتبحث عن مكان في فناء منزلنا ليكون المكان المناسب لزراعتها، انطلقتُ يومها أبحث مع أمي عن مكان مناسب، اخترنا هذا المكان لأنه مقابل لباب منزلنا وعند الدخول والخروج سوف تقع أعيننا على هذه الشجرة.
– سألتُ امي عن اسمها، أجابت (إنها شجرة الحياة، إنها المورينجا) بذورها بنية قاتمة نجمعها ونصنع منها السمن النباتي.
– شتاء هذه السنه سيكون شديدًا؟!
قمتُ من مكاني واتجهت إلى حديقتي، رغم أن مساحتها لا تتعدى 4*4 إلا إنها المكان الوحيد الذي أنسى فيه همومي. في كل فصل من فصول السنة أزرع البذور وأسقيها، كل يوم أراها تكبر أمامي، وأنا أيضا أكبر ولكني لا أشعر بذلك.. ربما لأني لا أنظر إلى نفسي في المرآة كما أنظر إلى بذوري الصغيرة وهي تنمو امامي، وتصبح نبتة وتخرج الثمار منها.
– هل ستزرعين الفلفل هذه السنة؟ سألت جدتي بصوتٍ عالٍ.
كنت أعلم أن جدتي ترغب بالحديث معي، ولكني لم أكن أرغب بذلك، ربما لأني اعتدت على الوحدة وعلى الصمت، كنت أتأمل جدتي (وجهها الذي كساه التجاعيد، ظهرها الأحدب، شعرها الذي غطاه البياض). هل سأصبح عجوزاً مثلها ذات يوم؟ أم سأودع الدنيا قبل ذلك؟
-لا أدري.. لماذا فكرت هكذا؟ ربما لأني شعرت بالسنوات تمر سريعًا أمامي وأنا مكاني دون أي تقدم. الماضي يهرب مني والحاضر يفجعني بأحداثه المؤلمة. صمتت جدتي وأخفضت رأسها، أمسكت بعصاها؛ حاولت الوقوف ولكنها لم تستطع، كنت أنظر إليها.. فقط كان بودي أن أساعدها ولكني كنت مشغولة بقطف أوراق الزعتر.
– هل زرعتِ الطماطم؟
لم أهتم.. كنت أفكر في مكان لزراعة الجزر . حاولت جدتي الوقوف مرة أخرى، كانت تضغط بقوة على عصاها حتى تستطيع الوقوف جيدا
-حزنت من أجلها كثيرًا، وتساءلتُ لماذا كل هذا الجفاء؟ هل حقا لم نعد نشعر ببعضنا البعض أم أن الحياة زرعت في قلوبنا القسوة؟
ناديتها : جدتي.. جدتي، هل تشربين معي كوبًا من الشاي؟ لدينا نعناع هنا، أشرت إلى نبات النعناع؛ ابتسمت جدتي وعادت إلى مكانها، جلست بصعوبة، كان بودي أن أحضر لها كرسيا ولكني كنت مشغولة بقطف أوراق النعناع.
تذكرت أن لدي عمل لا بد من إنجازه قبل غروب الشمس، فهناك بعض الحشائش علىّ أن أحرقها وأنظف مكانها تمهيداً لزراعة الجزر، تركت قطف النعناع واتجهت إلى الحشائش حتى أحرقها.
– متى سنشرب الشاي؟
لم أجب.. كنت أتأمل النار وهي تلتهم الحشائش، نظرتُ إلى جدتي، كانت حزينه جدا وتتنهد بشدة، تحرك عصاها على الأرض محدثة خطوطًا، يبدو أنها سئمت من الانتظار، قامت جدتي من مكانها و اتجهت إلى المنزل، حاولتُ أن أناديها ولكني عدت إلى صمتي وإلى عملي مرة أخرى.
– الهواء البارد يداعب شعري معلنًا عن قدوم شتاء جديد.
بقلم/ آمنة فالح الجهني
نتمنى نقرأ لك أكثر وأكثر مثل هذا الإبداع
احاسيس تفوق الوصف
استمر نحن الفانز و جمهورك
جعلتني اصفق لك بقوة
أبدعت كثيراً
مستوى فنّي رائع قد يتفوق على كثير
أرفع لك قبعتي إعجابًا
ننتظر الجديد منك:
سلمت أناملك وذوقك
جعلت مما كتبته مميز ننتظر جديدكم
قمة في الاداء
شيئ رائع حقا
الي الامام دائما
عمل جيد فعلا
اداء راقي ومتميز
مزيد من التألق والتقدم
ابداع و كلام جميل
ننتظر منك المزيد والمزيد
اداء وأسلوب غاية في القمة
يستحق الإشادة والتحية
مزيد من التألق والتقدم
ابداع وتالق واضح
يعطيك العافية اخي
حياك الله ورعاك
مزيد من التقدم والرخاء
خطوة نحو القمة والمجد
بركتم ودمتم في فخرا وعزة
اداء ولا اروع من ذلك
دائما تقدم مقالات فريدة من نوعة
ابداع جميل وراقي فعلا
ما اروعك من مقال مميز
كاتب متالق دائما
برافو عليك احسنت
عظيم فعلا
الله اكبر عليكم
جعلتني اصفق لك بقوة
خطوة نحو القمة والمجد
مزيد من التقدم والرخاء
حياك الله ورعاك
يعطيك العافية اخي
عمل وجهد رايع
دمتم فخرا وعزة
ابداع وتالق واضح
اداء وأسلوب غاية في القمة
يستحق الإشادة والتحية
نتمنى نقرأ لك أكثر وأكثر مثل هذا الإبداع
احاسيس تفوق الوصف
استمر نحن الفانز و جمهورك