زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

لا أحب القراءة

بالأمس كنت مع أحد الأصدقاء، فقال لي: “تطورت كثيرًا في كتاباتك وزدت أناقة في طرحك، فكيف حصل معك هذا؟”.

فقلت له، بسبب القراءة وكثرة الاطلاع، فإذا قرأت ستجد الأمور تتجدد في طرحك وتتميز في حواراتك دون غيرك وإن تكررت كلماتك، فإن لم تثريني الأفكار، أثرتني الكلمات ووجهات النظر المختلفة ومعرفة تجارب الآخرين عن قرب والمتعة في استكشاف أمر جديد، فإذا كنت تدَّعي أنك لا تحب القراءة، فأنت على الأرجح لم تعرف ما الذي يتعين عليك قراءته لتحب القراءة، وتعشق دقائقها وساعاتها.

فقال: أنا لا أحب القراءة، ولا أجد وقتًا للقراءة، ولا أحسن صناعة علاقة مع الكتاب، فهو بالنسبة لي ممل ولا أتحمل القراءة لفترات طويلة لأنها لا تشبع رغباتي، فتعجبت قائلاً له: كيف تريد أن تتطور دون ان تقرأ؟!.

والواقع أن هذه المشكلة أصبحت من أكبر مشكلاتنا، حيث صرنا جيلًا ينفر من القراءة ولا يطيقها، ليس بسبب ضيق الوقت، فالكثير منا يقضي الساعات الطوال ممسكًا جواله متنقلًا من صفحة إلى أخرى ومن موقع تواصل اجتماعي إلى آخر، بينما لا يمكنه أن يفتح كتابًا لنصف ساعة أو أكثر.

القراءة هي رحلة حول العالم وأنت بمكانك، وتعلمك ثقافات مختلفة وما يدور في أمزجة الناس، وتجمع أكبر قدر من لغويات ومصطلحات وتشبيهات لغوية فصحى، وتثير خيالك، وتنضج مخك وتجعلك تفكر بطريقة أفضل، وتعلمك المواقف والخبرات والقصص والحكايات.

والقراءة هي مصدر من المعرفة اللا منتهي، والقراءة ضرورة؛ لأنها غذاء العقل؛ فالعقل كي يفكر ويحلِّل ويفسر ويتخذ القرارات أو المواقف في الحياة تلزمه المعلومات، ولن تحصل على المعلومات إلا بالقراءة والإطلاع.

ترويقة:

يقول العقاد: “أحب الكتب لأننى زاهد فى الحياة، وأحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفينى”.

ويروي الخطيب البغدادي عن الجاحظ: أنه كان إذا وقع بيده كتاب قرأه من أوله إلى آخره، حتى أنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر في الكتب.

ولذلك أقول لمن لا يقرأ يجب عليك أن تجاوز العقبة النفسية التي تخلقها لنفسك بقولك أنا لا أحب القراءة.

ومضة:

ثبت علميًّا وطبيًّا، أن القراءة تحفِّز الذهن وتحسن القدرات العقلية وتحد من التوتر والضغوط النفسية.

“كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك”.

الكاتب اليمني/ أ. صالح الريمي

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى