مدينة شالة الأثرية .. ذاكرة تاريخية لم تكشف بعد جميع أسرارها
على ربوة تطل على ضفاف نهر أبي رقراق (الرباط)، تستقر أطلال أحد أقدم المدن الأثرية في المغرب، “مدينة شالة”، التي يعود تاريخ بناءها للقرن السادس قبل الميلاد، والتي نجحت الحفريات والأبحاث الأركيولوجية منذ أكثر من نصف قرن في الكشف عن بعض ملامحها، فيما ظل جزء مهم من معالم المدينة وأسرارها مطمورا تحت الأرض، وفي حاجة للمزيد من البحث والتنقيب.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
تقع مدينة شالة في الجزء الأوسط من مدينة الرباط، ويعود تاريخ بنائها إلى فترة ما قبل الإسلام، وعلى الرغم من أنّها هُجِرت في عام 1154م، إلّا أنّه أُعِيد بناؤها في عهد الدولة المرينيّة، وتضمُّ المدينة الأثرية العديد من المَعالِم التاريخية التي تعود إلى عهد الإمبراطوريّة الرومانية، والحضارة الإسلامية.
مدينة شالة التي عُرفت ولمئات السنين كمدينة رومانية، حسب المؤرخ المغربي “المعطي منجب”، احتضنت خلال القرن الثالث عشر ميلادي طابعا إسلاميا، كما أصبحت مصدر تأمل وتفكر للعديد من الأدباء والمتصوفة المغاربة، الذين دأبوا على الإقامة بين أسوار هذه المدينة العتيقة، وفي عهد الدولة المرينية (حكمت المغرب ما بين 1244م – 1465م ) اختارالسلطان أبو يوسف يعقوب أحد أبرز حكامها، أن تأوي شالة مقبرة ملكية تدعى “مقبرة الشرفاء” يدفن بها سائر ملوك وأمراء هذه الدولة، وأقام بها مسجدا على الطراز المغربي الأندلسي، يضم زخارف ونقوش مميزة، ومدرسة قرآنية.
ويُعد موقع شالة الأثري مزارا سياحيا مهما يتوافد عليه العشرات من السياح الأجانب والمغاربة يوميا، ولكنه في ذات الآن يرتبط في الذاكرة الشعبية المغربية بعدد من الأساطير والخرافات، جعلت منه مكانا مقدسا يأوي أضرحة الشرفاء والأولياء، ومزارا عجائبيا تقصده بعض النسوة طلبا لقضاء ما استصعب عليهن من حوائج.
شالة موقع أثري يقع في مدينة الرباط المغربية يرجع تاريخه إلى القرن السادس قبل الحقبة العامة، تقع على الضفة الجنوبية لنهر أبي رقراق وتتكون من منطقة جنائزية مرينية على أطلال رومانية وفينيقية، وكله محصن بجدران موحدية. أنشأ الفينيقيون سوقا هناك، وأطلقوا عليها اسم “سالا”، ثم صارت موضع المستعمرة الرومانية المعروفة باسم “سالا كولونيا” (باللاتينية: Sala Colonia).