“تل الأبرق” تاريخ ينبض بالحياة
تل الأبرق و الذي يعتبر واحد من أجمل المواقع التاريخية التي توجد في إمارة أم القيوين بصفة خاصة و في منطقة شبه الجزيرة العربية بصفة عامة حيث أن هذا المكان قد تم اكتشاف به عدة آثار و التي يصل عمرها إلى العصر الحديد تقريبا حيث أنه أعرض المناطق الأثرية التي قد تم اكتشافها في دولة الأمارات العربية المتحدة بأكملها و ذلك حيث أنها قد عاصرت حضارة أم النار التي كانت تشتهر بها إمارة أبو ظبي قديما و يوجد هذا المكان في الجهة اليمنى من الطريق المتجه إلى فلج المعلا و الذي يوجد بين إمارة الشارقة و بين أم القيوين و التي تتميز بطبيعتها السياحية الخلابة فهذه المدينة تعرف بتاريخها فهي تحتوي على العديد من المعالم الحضارية التي تدل على عراقة تاريخ الدولة الإماراتية و مدى ثقافتها القديمة المتميزة حيث أن تاريخ ظهور الإنسان على أرض هذه المدينة قديما يرجع إلى حوالي أكثر من خمسة آلاف عام تقريبا.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
قد تم اكتشاف هذا المكان الأثري العريق على يد بعثة آثار قادمة من العراق و ذلك في العام الثالث و السبعون من القرن المنصرم الميلادي حيث أنها كانت تتعاون من دائرة الأثار السياحية في العين و من ثم قد قامت البعثة الاسترالية بالتنقيب داخل هذا الموقع العريق بطريقة أوسع و تحت إشراف الدكتور دان بوتس .
كانت الرسوبيات المكتشفة في عام 1989 في تل الأبرق غنية ببعض البقايا الحيوانية وعظام الأسماك والطيور ، لم يكن سهلاً معرفة مدى استغلال تلك الحيوانات فيما يتعلق بالرخويات ، استخدمت الأصداف لفترات طويلة بالموقع ويدل على ذلك وجود كميات كبيرة من الصدف في الطرف الشمالي من الموقع ، حيث تم العثور على لقى حجرية كانت مستخدمة لفتح الأصداف. هناك دليل على أهمية النباتات والزراعة في اقتصاد تل الأبرق ، حيث توجد بقايا نخيل محروقة على الطبقات الأولى من مستوطنات العصر الحديدي . من هنا يمكن القول أن شجر النخيل كان يلعب دوراً هاماً في اقتصاد المستوطنة ، كما أن وجود المطاحن الحجرية يدل على وفرة الحبوب واستخدامها آنذاك ، كانت غالبية الفخاريات محلية الصنع ولكن يبدو أن مصدر الطين كان وادي حقيل شمال رأس الخيمة . ربما شهد الموقع إنتاج القطع النحاسية كما دل وجود الأوزان الرخامية على امتهان حرفة الغزل والنسيج ، ويندر وجود اللقى الحجرية الناعمة ويبدو أنها استوردت للموقع في حالة غير جيدة .
أظهرت أعمال التنقيب في عام 1989 قطعتين معدنيتين بالإضافة إلى قطعة ثالثة وجدت على السطح وترجع جميعها للعصر الحديدي . تم العثور على فأس برونزية على شكل رمح في حالة جيدة ( TA19 ) من نفس المنطقة التي عثر فيها على أربع لقى حجرية ، يبلغ نصلها )12.8 سم( ، بينما يبلغ طول الرمح )6.4 سم( ، وقطره )3.5 سم( . يوضح التحليل الذي أجراه البروفيسور ( في. بوشوولد وسي . إتش) بدرسين أن الفأس البرونزية قصديرية اللون بنسبة 3.5 % ، ولم تكن تلك الأنواع معروفة في خليج عمان خلال العصر الحديدي ، ولكن تتميز غالبية النماذج التي تم نشرها بأنها إما ذات شفرة مثلثة عريضة ، في حالة الشفرة الصغيرة ، عادة ما يحيط بها ضلعان أو ثلاثة أضلاع ، يجب ألا ننسى أن النموذج الوحيد الذي تم نشره ضمن لقى تل الأبرق ، يعود إلى الفترة الثانية بالرميلة .
تل أبرق هو أحد أهم المواقع الأثرية في الإمارات العربية المتحدة، تعود أغلب آثاره إلى العصر الـ حديدي، وأحد أقدم المواقع الآثارية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومعاصراً لحضارة أم النار في إمارة أبوظبي، يقع الموقع بين إمارتي الشارقة وأم القيوين، على يمين الطريق المتجه إلى فلج المعلا ليس بعيداً عن ساحل الخليج العربي.