تأثّير المناخ في توزيع السكان
المناخ هو عبارة عن حالة الطقس لفتراتٍ زمنيةٍ طويلةٍ، فيقال بأنّ المناخ في الأردن هو معتدل، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة بمعدلها العام لأننا نتحدّث عن فتراتٍ زمنيةٍ طويلةٍ.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
أكبر تهديد للتنوع البيولوجي على كوكب الأرض في العقود القادمة هو اضطراب المناخ العالمي بسبب تراكم غازات الدفيئة الناتجة عن الإنسان في الغلاف الجوي ، بدأ الناس في جميع أنحاء العالم في معالجة المشكلة عن طريق الحد من انبعاثاتها الكربونية من خلال استهلاك أقل وتكنولوجيا أفضل ، لكن النمو السكاني غير المستدام يمكن أن يطغى على هذه الجهود .
مما لاشك فيه أن السكان يتمركزون في المناطق التي تسقط فيها الأمطار وتكون أرضها خصبةً وذات درجاتٍ حرارةٍ معتدلةٍ، فلو نظرنا إلى المناطِق الصَّحراوية الفَقيرة لكميات الأمطار نلاحظ انخفاض الكثافة السكانية فيها، بينما المناطِق المَطيرة يتمركز السكان فيها بشكلٍ كبيرٍ، عندما تسقط الأمطار فإنّ التربة في تلك المنطقة تصبح أكثر خصوبةٍ مما يوفِّر للسكان إمكانية زراعة ما يحتاجونه من محاصيلَ زراعيةٍ والمُتاجرة بها، كما أنّ توفر الماء من شأنه توفير مياه الشرب للسكان وللحيوانات التي قد يرّبونها.
يبتعد السكان عن الاستقرار في المناطق الحارة جداً أو الباردة جداً، فمثلاً قطبا الأرض الشمالي والجنوبي يفتقدان إلى السكان إلّا فئةً قليلةً جداً تكيّفت مع الظروف الموجودة بطريقةٍ مختلفةٍ عن بقية السكان على الكرة الأرضية، فهذه الأقطاب لا تشرِق فيها الشمس لفتراتٍ طويلةٍ مما يؤدي إلى عدم قدرة النباتات على العيش فيها، كما أنّ انخفاض الحرارة بشكلٍ كبيرٍ أدى إلى عدم قدرة الحيوانات العيش فيها إلّا أعداداً قليلةً جداً ونادرةً.
لقد تسبب التغير المناخي في حدوث تغيرات خطيرة وربما تكون دائمة في حالة كوكبنا الجيولوجية والبيولوجية والنظم البيئية. إن اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) تدعي الآن أن “هناك دليلًا جديدًا وأكثر قوة على أن معظم السخونة الملاحظة على مدار آخر 50 عامًا يمكن نسبتها إلى الأنشطة البشرية”. وقد أدت هذه التغيرات إلى حدوث الكثير من المخاطر البيئية تجاه صحة الإنسان، مثل نضوب طبقة الأوزون، فقدان التنوع الحيوي، الضغوط على الأنظمة المنتجة للغذاء وانتشار الأمراض المعدية بشكل عالمي. فقد قدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) وقوع 160000 حالة وفاة منذ 1950 مرتبطة بصورة مباشرة بالتغيرات المناخية. والكثيرون يعتقدون أن هذه تقديرات محافظة. لقد أشار بحث أجري في معهد هوفر بواسطة الاقتصادي توماس مور (Thomas Moore) إلى أن الاحتباس الحراري العالمي سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات في الولايات المتحدة.