الدرعية التاريخية..أيقونة عمرها أكثر من 570 عاما
الدرعية التاريخية..أيقونة عمرها أكثر من 570 عاما تقع الدرعية على أطراف الرياض وضفاف وادي حنيفة، وتمتاز بطرازها المعماريّ الأثريّ وجدرانها الطينية المقوسة، ليخلّدها التاريخ كأحد أهم محاضنِ الثقافة والتجارة في المملكة. ومن أبرز معالمها حي الطريف والذي يحوي أهم قلاعها ومبانيها بالإضافة إلى كونه منطقة حكم الدولة السعودية الأولى عندما أعلنتها عام 1727 عاصمةً للبلاد، لتضع حجر الأساس لبزوغ فجر المملكة العربية السعودية.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
سقطت الدرعية أواخر عام 1818 وخلفتها مدينة الرياض كعاصمةٍ للبلاد، لتدخل الدرعية التاريخ كأحد أهم معالم المملكة التراثية المعترف بها في اليونسكو عام 2010، ولا تزال اليوم حاضناً لأهم المشاريع التنموية الساعية لإحياء إرثها وبعث رونقها التاريخي للحياة.
تأتي تسمية “الدرعية” نسبة إلى الدروع، وهي قبيلة استوطنت وادي حنيفة وحكمت منطقتي حجر والجزعة، ودعا أحد حكامها المعروف بـ “ابن درع” ابن عمه مانع بن ربيعة المريدي، للقدوم من بادية نجد إلى مرابع وادي حنيفة، وسكن القادمون فيها ويطلق عليها اسم الدرعية نسبة لـ”ابن درع”، ليؤرخ قدومهم بتأسيس الدرعية عام 1446م.
وفي عام 1744م تأسست الدولة السعودية الأولى انطلاقاً من هذه المنطقة التي شهدت لقاء الإمام والشيخ، لتتأسس عن طريقه نواة قيام دولة في وسط الصحراء عن طريق أحد أحفاد من استوطنها قبل ثلاثة عقود وهو الإمام محمد بن سعود، إلى أن سقطت في عام 1818م نتيجة للحملات التي أرسلتها الدولة العثمانية عن طريق واليها في مصر، كان آخرها حملة إبراهيم باشا التي تمكنت من هدم الدرعية وتدمير العديد من البلدان في مناطق الدولة السعودية الأولى في أنحاء الجزيرة العربية.
وعلى رغم الدمار والخراب الذي خلفته قوات محمد علي في وسط الجزيرة العربية وهدمها الدرعية، إلا أنها لم تتمكن من القضاء على مقومات الدولة في العاصمة الصحراوية، فلم يمض عامان على نهاية الدولة السعودية الأولى إلا وعادت إلى الظهور من جديد لإعادة تكوين الدولة السعودية الثانية، قبل أن تسقط مجدداً في 1819 م على يد محمد بن رشيد حاكم حائل عليها، قبل أن تعود مجدداً في 1902م حين تمكن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، المؤسس للدولة السعودية الثالثة من استرداد العاصمة والعودة بأسرته إليها ليبدأ بعدها رحلة التأسيس التي انتهت بقيام المملكة العربية السعودية ذات الحدود المعروفة حالياً.
ويعد “حي الطريف” من أبرز معالم “الدرعية”، إذ يضم أهم قلاعها ومبانيها، بالإضافة إلى كونه منطقة حكم الدولة السعودية الأولى، حين أعلن عام 1745 عاصمةً للبلاد، بحسب الموقع الرسمي للسياحة السعودية، “روح السعودية”.
ويضم حي الطريف، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، الساحات، والأزقة، والأبراج التي تعرض العمارة النجدية، وتعكس أساليب الحياة التقليدية للسعودية، وفقاً لموقع هيئة تطوير بوابة الدرعية.
ومن وجهة نظر الخليفة، تتميز “الدرعية” بطرازها المعماري الفريد والزخارف الهندسية المبهرة، من بيوتها الطينية، إلى التفاصيل الصغيرة من تشكيلات الهندسية مثلثة الشكل التي تسمح بخلق تيار هوائي.
وترى المصورة السعودية أن جميع هذه التفاصيل “تحكي قصة الأجداد منذ مئات السنين”، على حد تعبيرها.
وحرصت الخليفة على توثيق الطراز العام للبيت النجدي القديم، الذي يعكس أساليب الحياة التقليدية للسعودية، وكذلك “قصر سلوى”، الذي يعد أكبر مبنى في حي الطريف، ويمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع، وهو قصر يعود تاريخه إلى أوائل القرن الثامن عشر، ويتمتع بأهمية تاريخية كبيرة، إذ يعد موطن لحكام الدولة السعودية الأولى.