الأدب والثقافةفن و ثقافة

كتاب جديد يقدم تاريخ المغرب من الحماية إلى وفاة الحسن الثاني

في كتاب جديد يهتم بتقديم تاريخ المغرب المعاصر، منذ الاستعمار إلى اليوم، يقترح المؤرخ امحمد جبرون تاريخا تركيبيا “ليس تاريخ المعارضة، كما أنه –أيضا- ليس تاريخ الحُكام والموالين لهم، بل هو تاريخ المغرب والمغاربة”.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

عن دار الإحياء للنشر والتوزيع، صدر هذا المؤلف بعنوان “تاريخ المغرب المعاصر.. من الحماية إلى وفاة الملك الحسن الثاني (1912 – 1999)”، بعدما سبق أن صدر لـ جبرون كتاب اهتم بتقديم تاريخ المغرب منذ دخول الإسلام إلى الوقوع في شرك الاستعمار، معنون بـ”تاريخ المغرب الأقصى.. من الفتح الإسلامي إلى الاحتلال”.

ويقف الكتاب عند مفهوم الحماية ومقتضياتها، ومراحل إخضاع المغرب للاحتلال العسكري، وهيكلة “دولة الحماية”، والمقاومات المسلحة لها، ونشأة الحركة الوطنية، ومراحل مطالبها، ثم ثورة الملك والشعب وصولا إلى الاستقلال، وعودة السلاح مع “الحركة الفدائية” وجيش التحرير، وأوضاع مغرب الحماية اقتصاديا ومجتمعيا وثقافيا، وتحولاته الكثيفة، ثم تحديات بناء الدولة الوطنية في عهد محمد الخامس، وتحديات الاستقرار السياسي والوحدة الترابية في عهد الحسن الثاني، ووضعية الاقتصاد والمجتمع والثقافة في المغرب المستقل.

وتبرز الحاجة إلى مثل هذا العمل، وفق مؤلفه، “عندما نلاحظ الأغلاط الكبيرة التي يرتكبها بعض المواطنين والسياسيين، والجهل الفظيع الذي يعاني منه الكثير من أبنائنا الذي يؤدي بهم في كثير من الأحيان إلى الاستخفاف بثوابتنا الوطنية، والتهاون في الدفاع عنها، والاستعداد للتفريط فيها؛ فالتاريخ كان في الماضي القريب حصن المغرب وسلاحه الفتاك في الدفاع عن كيانه

ويطمح جبرون إلى أن يكون هذا “العمل التاريخي التركيبي خدمة لتاريخنا الوطني”، عن طريق الإسهام في “نشر ثقافة تاريخية مسؤولة ومواطنة؛ فالكثير من الناس داخل المغرب وخارجه، ومن أصناف ومواقع مختلفة (سياسيون، طلاب، أساتذة، أرباب أسر..) يشتكون من ندرة الأعمال التاريخية التركيبية التي تسعفهم في اكتساب ثقافة تاريخية مسؤولة وذات مصداقية من الناحية الأكاديمية، وخاصة في ظرف يعاني منه المتلقي من فوضى المعلومة وطوفانها”.

وحول أحداث تاريخ المغرب المعاصر، ذكرت مقدمة المؤلف أن الاشتغال عليها قد واجه “صعوبات حقيقية”، لوجود “وقائع الكثيرُ من صناعها والمشاركين فيها ما زالوا أحياء، أو لهم امتدادات حية في الحاضر من خلال مؤسسات وأحزاب…”؛ وهو ما حاول معه “ما أمكن توسيع مساحة هامش الحرية في تناول هذه الأحداث والوقائع، وتفادي «الاستفزاز» و«الطعن»”، دون ادعاء “تحقق (…) شرط الموضوعية تحققا تاما (…) لكنه يدعي بالمقابل أنه كان وفيا لـ«الحقيقة التاريخية»، التي تبقى بطبيعتها مؤقتة، ومتغيرة بحسب الظرف والوثيقة”.

كما واجهت إعداد الكتاب “معضلة أخرى، تتعلق بالقراءة السياسوية أو البطولية للتاريخ، وتدفع باتجاه كتابة سردية تبجيلية، منحازة إلى «قوى سياسية» معينة، أو شخصيات بطولية محددة؛ الشيء الذي يفرغ العمل التاريخي من معناه، ويُحَوّله إلى عمل دعائي، عديم الفائدة في الحاضر والمستقبل”.

وسلك امحمد جبرون في هذا الكتاب “طريقا بيداغوجيا في تقديم محتوياته، يراعي إمكانات القارئ الثقافية، ومزاجه النفسي والعصبي”، رغبة في المساعدة على “إكمال القراءة، باعتماد تبويب منهجي دقيق ومفصل، يساعد على تتبع خيوط الأحداث وتطوراتها بأسلوب روائي، يعتمد تقنيات السرد الحكائي، وباعتماد الصور كفواصل ومحطات استراحة تكسر الملل الذي قد ينشأ عن القراءة، وتشكل انطلاقة قرائية جديدة”.

ويعتبر الكاتب هذا النص “خطوة معتبرة في سياق إعادة الاعتبار للثقافة التاريخية، وتجديد معنى الوطنية، وترسيخ الإيمان بثوابتها الأساسية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88