قصر الحمراء أعجوبة الحضارة الإسلامية في الأندلس
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
تعود أولى علامات البناء في هذا المكان للعصر الروماني، ويرجع ذلك لموقع القصر الاستراتيجي وإطلالته على المدينة بأكملها. ولم تشهد هذه المنطقة الاستقرار إلا بالقرن التاسع، عندما اضطر سوار بن حمدون في عام 889 للجوء لحصن القصبة. وتم ضم القلعة الحمراء للمدينة داخل أسوارها، فتحولت لقلعة عسكرية تطل على المدينة بالكامل.
ومع ذلك، لم يتم وضع أساس قصر الحمراء، بشكله المتعارف عليه الآن، إلا بعد وصول أول ملك من سلالة بني نصر، محمد بن الأحمر (محمد الأول) في القرن الثالث عشر. ويمثل هذا الحدث بداية العصر الذهبي للقصر.
بداية تم تعزيز الجزء القديم من القصبة، كما تم بناء برج المراقبة وبرج التكريم، وكذلك المخازن والمستودعات، وبدأ بناء القصر والسور ليستكملهما محمد الثاني ومحمد الثالث. أما الغالبية العظمى من الإنشاءات القائمة حتى الآن فتُنسب ليوسف الأول ومحمد الخامس.
ومع بداية عهد الكاثوليك، أمر كارلوس الخامس بهدم جزء من المجمع لبناء قصره الذي يحمل اسمه. وتعرض القصر للإهمال منذ القرن الثامن عشر، ودُمر جزء من القلعة أثناء الحكم الفرنسي.
أما عمليات الإصلاح والترميم لم تبدأ إلا بالقرن التاسع عشر، وما تزال مستمرة. وأُدرج القصر بقائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1984، مما جعله أحد معالم السياحة في غرناطة.
قصر الحمراء أعجوبة الحضارة الإسلامية في الأندلس
تقسم مباني قصر الحمراء أحد أعظم قصور الأندلس إلى جناحين كبيرين هما: جناح قمارش، ويضم قاعة السفراء، وبرج قمارش الذي يعلوه، وجناح الأُسود ويتوسطه فناء الأسود، أمّا عن أشهر بوابات القصر، باب الشريعة، وهي بوابة يتمثل فيها النمط المعماري العربي، ويرتفع قرابة خمسة عشر مترًا، يؤدي إلى وسط مباني الحمراء، إلى الميدان الواقع بين القسم العسكري من مبانيها “أي الأبراج” والقسم المدني، والتي تتضمن الدور والحدائق ودوائر الدولة ومؤسساتها، وأما قاعاته وأبهاؤه، فهي: فناء الريحان الكبير: لقد نقشت في زوايا فناء الريحان الآية: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}، وتوجد خلفه بعض الأطلال وينقش عليها بعض النقوش، منها: “لا غالب إلا الله”.
بهو السفراء: يؤدي البهو الذي يلي فناء الريحان من الجهة الشمالية إلى بهو السفراء، وفي هذا البهو كان يعقد مجلس العرش، ويعلوه برج قمارش المستطيل.
فناء السّرو: بجانبها الحمامات الملكية، وأول ما يلفت النظر غرفة فسيحة زخارفها متعددة الألوان مع بروز اللون الذهبي ثم الأزرق والأخضر والأحمر، وفي وسطها نافورة ماء صغيرة، وتعرف باسم غرفة الانتظار.