قرطاج أرض الحضارات

قرطاج أرض الحضارات قرطاج هي مدينة تقع في الشّمال الشّرقي لدولة تونس على بعد (15كم) من العاصمة فوق ربوة ارتفاعها تقريبا (57م) ويمتد شريطها الساحلي على حوالي (3)كم. تبلغ قرطاج مساحة (69.5) ميل مربع وعدد سكانها (21.276) نسمة.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
يعود تأسيس قرطاج، من الفينيقية (قَرْتْ حَدَشْتْ) أي (المدينة الجديدة)، إلى العام (814) ق.م. وكانت أكبر وأشهر مركز تجاري فينيقي على الإطلاق، الذي ما لبث أن تحول سريعا إلى مدينة عظيمة وإمبراطورية ثرية منافسة الحضارات القديمة وخاصة روما.
وقد أخرجت قرطاج (هانيبال) قائد عسكري من أعظم القادة في التاريخ القديم و أعظم رجل أخرجته قرطاج في تاريخها الذي استمر ثمانية قرون. ولد في مدينة قرطاجة سنة (247 ق.م) وقات مات منتحرا بالسم في قرية ليبيسا.
تمتاز مدينة قرطاج بالتاريخِ العريقِ وتعاقبِ الحضاراتِ المختلفة عليها، فعندما حكمها الرومان دخلت لمدة قرنين من الراحة والاستقرار والسلام، ولكن بعد سقوط الدولة الرومانية دخلت في صراعاتٍ شديدةٍ، وعادت وازدهرت في العهد المسيحيّ وانتشرت فيها الحركات الدينيّة المكثّفة، ثمّ تعرّضت مرةً أخرى للنهب والدمار والتخريب في زمن سيطرة الوندال، وبعد سيطرة الدولة البيزنطية عادت وازدهرت قرطاج مرةً أخرى. وصل الإسلام مدينة قرطاج عام (670) للميلاد بعد دخولها من قبل جيش الخليفة الأموي حسان بن النعمان بقيادة عقبة بن نافع، ولكن تصادم عقبة بن نافع مع القبائل البربرية بقيادة كسيلة، وحصلت بينهم معارك كثيرة إلى أن استطاع عقبة من السيطرة عليها وإدخالها إلى الدولة الإسلامية.
توجد العديد من الأماكن التي تدلّ على عراقة المدينة يمكن زيارتها والاستمتاع بها، ومن هذه الأماكن:
المتحف الوطني:
يحتوي هذا المتحف على الآثار التي تدلّ على الفتراتِ الكبرى من الحكم في قرطاج وهي الفترة الفينيقيّة البونيّة، الفترة الرومانيّة الإفريقيّة، والفترة العربية الإسلاميّة، حيث يوجد في هذا المتحف مكتبة ضخمة تحتوي على العديد من الكتب الثمينة، وقاعاتٍ خاصّةً تعرِض الآثار الدالة على الفترات البونية والرومانية والمسيحية والعربية الإسلامية، كما توجد الفسيفساء والقطع المعمارية التي تتواجد في مخازن خاصة، ومتحف متخصص لحفظ وصيانة القطع الأثرية.
حمامات أنطونيوس:
تمّ تأسيس هذه الحمامات في منتصف القرن الثاني بعد الميلاد (142-162)، ولكن مع تعاقب الحضارات المختلفة ودخول المدينة في فتراتٍ من الدمار والخراب وفتراتٍ من الازدهار لم يبقَ من هذه الحمامات سوى الطابق التحت أرضي، وكان يحتوي هذا الطابق على غرفٍ مقببة تحمل القاعات، ويوجد في المنتصف قاعة تسمّى بالقاعة الباردة وأعمدة كبيرة الحجم من الغرانيت حيث تم ترميم عمود لإظهار ارتفاعه.