“باربار البحرين” ثلاثة معابد بُنيت فوق بعض

“باربار البحرين” ثلاثة معابد بُنيت فوق بعض تمتلك مملكة البحرين تاريخ عريق وعمق يمتد لسبعة آلاف عام، فهي من اقدم المناطق الذي استوطنها الانسان لما تمتعت به من متطلبات العيش، كتوافر المياه، وخصوبة التربة الذي ساعد على تنوع الانتاج الزراعي، وكذلك وفرة موارد البحر من الاسماك واللؤلؤ، إضافةً إلى ذلك الموقع المتميز في وسط العالم القديم الذي ساعد على تنمية النشاط التجاري فيها.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

تضم البحرين العديد من المعالم الأثرية القديمة و منها معابد باربار:

و تعتبر معابد باربار موقع أثري سياحي يحوي ثلاثة معابد مختلفة، و يقع في قرية باربار في مملكة البحرين، ويعتبر جزءًا من حضارة الدلمون.

وقد اكتشف آخر معبد من الثلاثة عام ١٩٥٤، على يد بعثة أثرية دنماركية، وتعود هذه المعابد إلى الألف الثالثة قبل الميلاد ، وقد بنيت هذه المعابد فوق بعضها البعض، من حجر الكلس (الجير)، و يذكر أن هذه الحجارة جُلبت من جزيرة جدة، ولشدة أهمية هذه المعابد وخصوصيتها فقد أُعلنت ضمن قائمة المواقع الأثرية التابعة لليونسكو.

بنيت المعابد الثلاثة فوق بعضها البعض حيث بني المعبد الثاني بعد المعبد الأول بخمسمائة سنة بينما بني المعبد الثالث ما بين 2100 قبل الميلاد و2000 قبل الميلاد.

يعتقد أن المعابد شيدت لعبادة الإله “إنكي” وهو إله الحكمة والمياه العذبة وزوجته نينهورساغ. يحتوي المعبد على مذبحين اثنين ومياه ينابيع طبيعية التي يعتقد أنها وجدت من أجل زيادة الروحانية للمصلين. أثناء الحفر في الموقع عثر على العديد من الأدوات والأسلحة والأواني الفخارية والقطع الصغيرة من الذهب والتي هي الآن معروضه في متحف البحرين الوطني.

كما تعرضت المعابد الثلاثة إلى التخريب والتشويه، حيث أنّ كل معبد كان يختلف عن المعبد الذي تحته وبالتالي لم يكن ممكنًا تحديد اسم الإله الذي كان يُعبد فيها ، فسُمي في النهاية على اسم القرية. ويشبه معبد باربار معابد أخرى اكتشفت في بلاد الرافدين، ومن أهم الموجودات الأثرية التي تم التعرف عليها أثناء مراحل كشف المعابد الثلاثة رأس ثور برونزي و قد يكون اُستخدم لتزيين صندوق القيثارة الخشبية الدينية، إلى جانب عدد ضخم من الأختام الدلمونية الحجرية الصابونية.

و يعتبر معبد باربار أحد أهم المواقع السياحية في البحرين، حيث أنّ زيارته من النشاطات الأولى والمهمة التي يحرص عليها السياح ،كما يشهد الموقع زيارة الكثير من السياح في تعقيباتهم، تضفي بُعدًا تاريخيًا وثقافيًا على المملكة الحديثة نسبيًا، مما يضع الأمور في سياقها الطبيعي بالنسبة لتاريخ المنطقة وحضارتها.