قرية الفاو الاثرية .. آثار عمرها خمسة قرون
قرية الفاو الاثرية , وتعرف قرية الفاو بعاصمة مملكة كندة الاولى , وتقع في الجهة الجنوبية الغربية للعاصمة الرياض وتبعد حوالي 700 كيلو متر تقريبا , وقرية الفاو تحد شمال غرب الربع الخالي , في نقطة تقاطع وادي الدواسر مع سلسلة جبال طويق , وتبعد عن الخماسين بوادي الدواسر حوالي 150 كيلو متر تقريبا .
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
تلقى قرية الفاو اهتماما من المملكة على مدى الأربعين عامًا الماضية في محاولة لإعادتها إلى مكانتها التاريخية، بعد أن اكتشف المنقّبون وجود آثار لمجتمع سكني كامل بها مع مناطق خدمية وتجارية ذات طراز معماري متميز.
وظهرت القرية كنموذج فريد لمدينة عربية قبل الإسلام، فوجد الأثريون طرقات بين المنازل وسوقا كبيرا مكونا من 3 طوابق أطلقوا عليه قديمًا اسم الخان لتعرض فيه القوافل التجارية بضاعتها المختلفة لأهل القرية وللقوافل الأخرى.
ورسمت عمليات التنقيب صورة أيضًا للقرية قديمًا حيث اهتم سكانها بزخرفة المنازل، وعثر فيها على الأواني الفخارية والزجاجية والفضية وتبين استخدام أهل القرية للعملات الفضية والبرونزية مما يدل على تقدمهم التجاري وسيطرتهم على الرحلات التجارية من وإلى الجزيرة العربية.
واستخدم سكان الفاو قديما الطوب اللبن في بناء المنازل ومراكز الخدمات المختلفة وكذلك حرصوا على تبليط المنازل من الداخل والخارج ورسموا على الجص نقوشًا ملونة، وكانت القصور مثل المنازل تحمل نفس النقوش والجداريات.
ووصفت النقوش الموجودة حال المواطن العربي في مملكة كندة في القرون الأولى قبل الإسلام، فقد وثّقوا جزءًا من تاريخهم على المنحوتات المرمرية والقطع المنسوجة من الكتان وصوف الأغنام ووبر الجمال.
وأظهرت الآثار المكتشفة اهتمام أهل قرية الفاو بالكتابة، وكذلك آثار الكتابة باستخدام الخط المسند الجنوبي على سفوح الجبال وشواهد القبور واللوحات الفنية، واستخدموا هذا الخط تحديدًا لأن لغتهم كانت مزيجًا من لغات الشمال والجنوب.
وبلغ تطور مجتمع الفاو أقصاه عندما اهتموا بتقسيم مدينتهم بدقة بالغة، ورصد علماء الآثار وجود شبكات مياه نظيفة تخرج من المنازل، وهو ما يدل على التقدم الهندسي الذي وصلت له القرية الأثرية في عهود ازدهارها من القرن الأول حتى الرابع الميلادي.