مكتبة هتون

كتاب #حليم_وأنا للدكتور هشام عيسى

«هذا الكتاب لا يحمل فقط ذكريات الطبيب الخاص لعبد الحليم حافظ، بل هو يرسم ملامح عصر كامل من الفن المصري، ويقودنا إلى تفاصيل خفية لأحداث وطنية وقومية كبرى قرأنا عنها بينما عاشها الدكتور هشام عيسى يومًا بيوم واستطاع بعقل الطبيب وإحساس الأديب أن ينجز هذا العمل الرائع ».

الكتاب أصدر بعد 33 عاما على رحيل العندليب(2)، وهذا العام مرّ 45 عاما على غيابه.

ووضح لنا في كتابه رصد لنا أسرار صراع الوسط الفنى أسفل جبل الجليد، كيف كانت أم كلثوم تدبر مقالب انتقامية لحليم، الذى ينتظر الوقت المناسب لردها، وكيف كانت علاقة فريد الأطرش بعبد الحليم مركبة ومعقدة لا تستقر على شاطئ، كيف أحب حليم سعاد حسنى وكيف تركته سعاد هاربة من وظيفة الممرضة، كيف سيطر حليم على عقل ووجدان الملك الحسن، عاهل المغرب، برغم العلاقة الشائكة بين الملك والنظام المصرى؟، كيف كان عبدالحليم يحاول مراوغة الزمن وخداع العمر القصير بمتعة السفر والتسوق والسهر وصحبة الأصدقاء، كيف أصر حليم على خطه الغنائى المتفرد بعناد مدهش وكأنه كان يقرأ مستقبله الفنى بعيون زرقاء اليمامة!.

وأيضا في هذه الذكريات الجميلة حسم الدكتور هشام عيسى قضية النزيف الـــذي تعرض له عبد الحليم يوم وفاة الرئيس عبد الناصر وكان بداية النهاية لأسطورة العندليب

ويوضح لنا المؤلف أن سبب اصدار الكتاب يعود الى لقاء بينه وبين الصحفي عبد الله السناوي، رئيس تحرير جريدة “العربي” الناصرية في مكاتب الجريدة، عندما حضر عيسى ليسلم السناوي مقالا حول رواية “شيكاجو” للكاتب علاء الأسواني، وفوجئ بالسناوي يطلب منه كتابة قصة حياة حليم لنشرها في الصحيفة على حلقات. وهكذا انطلق د. هشام يلملم أوراقه ويستعيد ذكرياته ويتصل بأصدقائه ليجمع المادة بأفضل صورة، ويمكن القول إن الدكتور قدم لنا عملا حافلا بالذكريات حول حليم في مختلف المجالات، وعلاقاته الفنية والسياسية والاجتماعية وغيرها، وقصص الحب وعلاقته بالنساء والزواج، لكنه لم يرو عطش محبي عبد الحليم ومتابعي سيرته، فالطبيب قدم لنا جرعات من الدواء دون شرح واف عنها وترك المجال للتأويلات والتحليلات، وأظن ان تأخره لأكثر من ثلاثة عقود أساء لكتابه الذي كان من الممكن أن يشكل مرجعا، لو أصدره خلال العقد الأول من رحيل حليم، فالصحف والمجلات المصرية خاصة، أشبعت القراء بالذكريات واللقاءات وكشف المجهول بشكل سنوي في ذكرى رحيله، بحيث لم يتبق للدكتور هشام الكثير من المفاجآت التي كان يمكن له أن يقدمها للقراء من خلال كتابه، وبهذا خسر تلك الفرصة.

عندما يكتب العلماء نقرأ شيئًا مختلفًا، والدكتور هشام عيسى واحد من العلماء الكبار في الطب، لذلك تأتي كتابته بعيدة عن أي تهويل أو تهوين وتملك بسرعة روح القارئ وعقله، فهو لم يكن فقط الطبيب الذي لم يفارق الراحل العظيم عبد الحليم حافظ حتى الممات، لكنه أيضًا عاش بكل جوارحه كمثقف كبير هذه العظمة وعصرها الملييء بالأحلام.

كان وهو يودع الزمن الجميل أعاده إلينا بصدق العالم والمفكر، فكانت شهادته أنقى وأعمق الشهادات.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88