إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الكاريزما.. والاحتياجات الخاصة جدًّا

صانع المشهد يُحاول قدر المُستطاع خلق شكل معين يعتقد من خلاله أنه يحقق القدر الذي يُريد، علَّه يصل لمصالحه، وهذا حق مُكتسب، ولكن الغريب هو الجزم “والتعافي” بلغه الشارع كما يقول صديقي: “حياخدها بالعافية”؛ أي بالقوة شئت أم أبيت.

التباهي والتماهي معه فسادٌ خفي سيظهر بعد حين، اسطوانة فاقدي الثقة الباحثين عن نظرات الإعجاب خلف ستار “الأكثر مشاهدة”، المرهق لعلماء الاجتماع وسابري أغوار الطبيعة البشرية، يتصدر قائمةTop Ten) ) في همجية القول والفعل، وهذا شأنه وشأن معجبين سُذَّج عجَّ بهم الفضاء، يبيعون أقذر ما لديهم ويكذبون لتسويق ذاتهم الرخيصة والافتراء على المؤسسات والأفراد دون وازع أخلاقي أو ديني.

لديك قدرة كبيرة على صناعة المحتوى وفرض ابتهالاتك لمراهقين خلف مُقوِّدك المجهول وصفتك المستعارة، ولكن عليك أنْ تعلم أنَّ هذه “الكاريزما” تُشبهك في أشياء مكتسبة كان أقرانك يتندرون عليك بها، فجعلتها سمة أكسبتك ظهورًا مخجلًا يُشفق عليك أعداؤك ويتوارى مُحبؤك تساؤلا: ماذا تفعل؟

لن يستطيع أحد مهما علا شأنه أنْ يخلق لك مكانة ليضعك فيها متربِّعا تنعم بمكتسبات لم تعمل من أجلها، المُحب صِدقًا يُعلمك الصيد ثم يشترى لك “الصنارة”، وعليك أن تستمتع بهدير الأمواج ورشات المد، وهي تنثر رذاذها لتغسل وجهك مرة بعد مرة، هكذا تعلمت صغيرا، وهكذا أقولها لمن يستحق أو يريد أن يفهم العصر بفلسفة أهله.

المُراد أمنية قد تتحقَّق بأسهل الطرق، ودوامها مُحال كحال الليل والنهار في تعاقبهما نور وظلمة، أحدهما يبحث عن الآخر لن يلتقيان؛ فالحكمة أبلغ في تضادهما.

أقصَر الأعمال أقبحها.. أعمال ليست بحساب الأيام وإنما بحسبة الطمأنينة وراحة البال ولذة العيش في كنف الأخلاق ومرابع الفضيلة. أما أولئك فلهم شقاء الدنيا والآخرة فقبَّحها الله من سيرة.

الكون صنيعة خالقه، يُدبر الأمر كما يشاء، فمن خلق فرعونًا خلق عبيده؛ فمنهم من قبل وتقبَّل منزلته وعاش وطأة سيده وصنمه، وسجد تحت قدميه، ومنهم من نهض وشحذ همته فأدرك قيمة وجوده، فزرع ورعرع وأنبت قوته من صخر أصم أملس.. فمن أنت ومن هم؟

ليس من الحكمة أن تُفكر في تغيير فطرتك أو أن تقترب من هكذا فعل، ومن العجائب فعلاً أنَّ بني البشر لديهم هوس التغيير، ولم تثبت دراسة واحدة أنَّ حيوانا فعل ذلك… ولله في خلقه شؤون.

هناك من يُحب “الغفلة” ويستحسن سُباته فيها، يبحث عن الظل في فصل الشتاء، ويشتمُّ البرد فيأتيه صيف حارق لا يجد فيه قطرة ماء، ويعز عليه هواء باعه القوم لغرض تجارة خَرَاجُها في أحفاده، فتقبَّل الله عزاءكم مُقدما، ونظرة إلى آخرتك لعلك تصيب شيئًا من رحمة رب غفور.

هل تعلم أنَّ البراءة في أبهى صورها أن تستذكر الماضي فترتسم على وجهك ابتسامة أنت بحاجة لها الآن.

————

المُحصِّلة: مجموعك التراكمي لن يُدخلك قلوب الناس، ولن يُخرجك من سيرة الأوائل: الأرض لنعيش عليها وليست بساط الريح يا صديقي” لن أزيد”، فأزبد تُمطر علينا مطر السوء.

———–

وختامًا: لن تسير وحدك، فهناك من يعنيه صراخك.

————

ومضة:

“حدودك تنتهي هنا! أحد المغفلين يطلب المغفرة من بشر مثله”.

————

يقول الأحمد:

“الضعيف من جعلك قدوة له واتخذك سَمعه وبصره، فغشيته ظلمة بعد نور، الفاشل ليس من عاش بساطة الحياة، بل من تعالى عليها”.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️

بقلم الكاتب/ عائض الأحمد

مقالات ذات صلة

‫34 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88