منْكَ إليْكَ
أُحَاورُ دَمعَتي ليلاً عَليكَا
أَنَا المَبعُوثُ منْ مَنفَى إليكَا
كَأنَّكَ لَمْ تَكُنْ شيئًا، كَأنِّي
رَضَعتُ أَصَابعَ الأَوهامِ فيكَا
جَعَلتُ مَقَاصِدَ العُشَّاقِ قَلبي
وَكُلُّ طُقُوسِهمْ مَنْ تَشتَريكَا
وَإِنِّي رَاهبٌ بجُنُونِ ضَعفٍ
أَقُومُ الليلَ صُحبَةَ نَاظِريكَا
وَأَغرُفُ مِنكَ شيطَنَةَ التَّجَلِّي
طَغَى الشَّيطَانُ حُجَّةَ وَارِدَيكَا
شَربتُ ثَمَالَتي حِملًا ثَقيْلًا
فَمَا أَغبَى الشَّرَابَ عَلَى يَدَيكَا
وَعُدتُ أُقَلِّبُ الأَورَاقَ شِعرًا
تُبَاغِتُني الحُرُوفُ بمَا لَديكَا
نَسيتُ حِكَايَتي مَعَ ذكرَيَاتي
كَفَرتُ بعشقِكَ البَاغي وفيكَا
مَلَامحُكَ النَّقيَّةُ تَعتَريني
دَمي مَا زَالَ سِرًّا يَرتَديكَا
كَرهتُ قَصَائدي في ذكرِ عشقٍ
وَأَشعَاري الدَّفينَةُ تَشتَهيكَا
تَبُخُّ سُمُومَكَ المُثلَى دَوَاءً
أُقَدِّسُ خفيَةً مَا يَعتَريكَا
نُبَارِكُ مَوتَنا بخِدَاعِ عِشقٍ
كَأنَّ حَيَاتَنا في وِجنَتَيكَا
نَمدُّ كُفُوفَ أَدعيَةٍ، نُصَلِّي
لكي نَأْوي مَسَاءً سَاعِدَيكَا
صَبَاحاً نَلعَنُ السَّاعَاتِ تاهتْ
ولَمْ نُكمِلْ تَقوُّسَ حَاجِبيكَا
حَبِيبي اليَومَ تَسلبُني وُجُودِي
غَداً سَتَعُودُ أَحزَاني عَليْكَا
سَتَفتَحُ جَنَّتي قُبُلاتُ ثَغرٍ
يَلُوذُ فَمي بَرَاءةَ مُقلَتَيكَا
سَأُدركُ حِينَهَا أنِّي انتِصَارٌ
تَسَابَقَ خِلسَةً مِنِّي إليكَا
الشاعر/ أحمد جنيدو