التاريخ يتحدث

سبب صيام يوم عاشوراء

عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، ويسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء وهو اليوم الذي نجّىٰ الله فيه موسى من فرعون ويصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء، لذلك يعدّه الشيعة يوم عزاء وحزن. كما وقعت العديد من الأحداث التاريخية الأخرى في نفس اليوم. ويعدّ يوم عاشوراء عطلة رسمية في بعض الدول.
سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الأسم:
لفظ عاشوراء مأخوذٌ من (عاشر)، ويدلّ على التعظيم والمبالغة، وهو في الأصل صِفةٌ لليلة العاشرة، ويُضاف إليها اليوم، فيُقال: يوم عاشوراء؛ أي يوم الليلة العاشرة، إلّا أنّ الصفة تُحوَّل عنها ليكون المقصود من عاشوراء يوم العاشر لا ليلته وقد كان لأهل العلم أقوال في سبب تسمية عاشوراء بهذا الاسم؛ فقال بعضهم: لأنّه اليوم العاشر من مُحرّم، وقال آخرون: لأنّه يوم أكرم الله فيه عشرة أنبياء بعشر كراماتٍ، وقيل: لأنه عاشرُ كرامة أكرم الله سبحانه بها هذه الأمة

وهناك بعض الأحداث المرتبطة بهذا اليوم منها:
يوم عاشوراء عند المسلمين:
ويذكر أن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يصومه؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: «قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فوجد اليهودَ يصومون يومَ عاشوراءَ، فسُئِلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليومُ الذي أظهر اللهُ فيه موسى وبني إسرائيلَ على فِرعونَ؛ فنحن نصومُه تعظيمًا له، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «نحن أَولى بموسى منكم، فأمَرَ بصيامِه»، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «فصامه موسى شُكرًا، فنحن نصومُه…»، إلا أن النبي لم يصمه لوفاته صلوات ربي وسلامه عليه وقد انتوى قبل رحيله بعام أن يصوم التاسع والعاشر.

يوم عاشوراء عند الشيعة:
لم يقوم الشيعة بطقوس عاشوراء؟ إنّ سبب صيام الشيعة ليوم عاشوراء هو أنّه يصادف ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فيقيم الشيعة في هذا اليوم المآتم ويظهرون الحزن ونحوه من المظاهر التي يفعلونها كل سنة، وهم بفعلهم هذا يعتقدون أنّهم يكفّرون عن سيئاتهم التي ارتكبها أجدادهم حين خذلوا الحسين -رضي الله عنه- وتركوه وحيدًا يواجه جيوش الأمويين، وكان من دعاء الحسين -رضي الله عنه- على أسلافهم الذين خذلوه: “اللهم إن أهل العراق غرّوني، وخدعوني، وصنعوا بأخي ما صنعوا، اللهم شتت عليهم أمرهم وأحصهم عددًا.

يوم عاشوراء عند اليهود:
ما أهمية يوم عاشوراء عند اليهود؟ يسمى هذا اليوم باللغة العبرية يوم “كيبور”، ومعنى كلمة كيبور باللغة العربية “يطهّر”، ويرتكب اليهود في هذا اليوم أفعالًا يعتقدون أنّها تطهّرهم من الذنوب؛ إذ يصوم اليهود في يوم عاشوراء وذلك لمكانته المقدسة لديهم، وهو أقدس أيّام السنة عندهم، ويسمى سبت الأسبات تعبيرًا عن قداسته، ويصادف عند يهود اليوم العاشر من تشرين الأول، وفي المعتقدات اليهودية الحاخامية فإنّ هذا اليوم قد نزل فيه موسى -عليه السلام- في المرة الثانية من سيناء ومعه لوحا الشريعة، وفيه غفر الله -تعالى- لهم -بحسب زعمهم- خطيئتهم التي ارتكبوها بعبادتهم العجل، فسموه يوم كيبور الذي يقابله في العربية اسم يوم الغفران.

فضل صيام يوم عاشوراء
أما عن فضل صيام يوم عاشوراء، فيؤكده ما ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».
عن حكم شرب الماء سهوًا أثناء الصيام في نهار يوم عاشوراء، أضافت دار الإفتاء: من أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان أو في صيام التطوع لا يفسد صومه وله أن يتم الصوم.

الأعمال المحببة إلى الله في هذا اليوم:
يوم عاشوراء من أيام الله العظيمة، لذا يحسُن بالمسلم في هذا اليوم أنْ يجتهد في أمور عدّة، ومن ذلك: صيام يوم عاشوراء: يُستحَبّ للمسلم صيام يوم عاشوراء، وصيام يومٍ قَبله، أو يومٍ بَعده؛ لِما ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ) وذكر ابن القيّم -رحمه الله- أنّ صيام يوم عاشوراء يكون على ثلاث مراتب، أَكملها صيام التاسع والعاشر والحادي عشر من مُحرَّم، ثمّ صيام التاسع والعاشر، ثمّ صيام العاشر فقط، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بعدم كراهة إفراد عاشوراء بالصيام
التوسعة يوم عاشوراء: يوم عاشوراء مناسبة مباركة يُستحَبّ إحياؤها بالعبادات وسائر الطاعات، ويحسنُ بالمسلم التوسعة فيه على الأهل والأرحام والفقراء.

اقرا المزيد من صحيفة هتون الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88