إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب

أضحكني هذا المقال كثيرًا، فعنوانه استوفيته من فيلم سينمائي مصري للممثل القدير “أحمد حلمي” لا أروج للفيلم هنا لأني على يقين أن الأغلبية شاهدته، وبرغم الطابع الفكاهي الذي يتسلسل عليه السيناريو إلا أني أخذت منه فكرتي التي تناسبت مع الواقع الحقيقي الذي نعيشه الآن.

جلست يومًا مع إحدى الأخوات، وكنت مستمعة جيدة لها حيث لم أتفوه ببنت شفة، فقد أدركت أنها لا تريد مبادلة الحديث بقدر أن يرهف أحد لسماعها فتقول ناهضة:

” أنا الإنسان العربي الصغير، كلي أحلام طفولية أغرد بها على الأغصان، فقد كنت عند التحليق أشعر بصفاء السماء، وزرقة البحر، وتفاصيل سأصل إليها بالسعي، أقف الآن مترددا في فتح ذلك المغلف المنمق أو في عدم فتحه، لم أجد من ذلك التحليق الجميل سوى رائحة تراب الأرض أشمها وأشعر أن لي وطن، لأنه الأمر الوحيد الذي ليس له يد تتدخل به، فعزمت على نفسي وجاهدت أن أقف على قدمي، وأقهقه كالمجنون الآن على تلك الأيام التي نالت من كل نفسي، فقد سحب بساط الزمن عمري بسرعة هائلة لأقف متزامنًا مع المنتظرين بحلم الخمسين لأمسك وثيقة بين راحتي أجدها عملت صداقة وثيقة مع ساعة حائط المنزل.. وأضحك حيث أنظر اليها وبالمقابل أنظر إلى عقرب الساعة الذي يتحرك بسرعة، وأخاف أفقد تعب السنين، ويذهب عمري سدًى وأجد ترهلات الزمن تزحف نحوي”.

وتذكرت مثلا مصريا، اليوم نحلق كلانا مع جيراننا المصريين ولست واثقة أهو مثل أم مقولة يتداولونها “أزمة وتعدي” فوجدت أن الأزمات كثرت وتوالدت أزمات ولم تتزحزح بل استوطنت، وأنا أقف مع الواقفين.. فتذكرت أسلافي المناضلين، فقد جاهدوا أياما عجاف، وذاقوا المر من أجل الصعود والنهوض، فلماذا لا أجاهد أيضًا باختلاف الأمس عن ما هو اليوم.. فقد تعبت وضجرت من دفء الفراش، وتأمل صفحات الجرائد بهوامش التشغيل، وانتظار البريد يرسل لي فرحة بالإيميل.

أحمد حلمي كتب له العمل وتغيرت حياته بسبب موقفه النبيل وربما كانت الصدفة والحظ حليفين له.. فهل ستنتظر ناهضة أيضا للحظ والصدف.. فانتبهت لسردها بعد أن شردت عنها قليلا.. فاستمعت لقولها: أينشتاين قال: “لا شئ يحدث طالما لم يتحرك شيئ”؛ في الحركة بركة.

بماذا فكرت ناهضة؟! وأي طريق ستسلك؟! فكما تقول: الوقت يمر من عمرها سريعًا ومن أمنياتها كالعجوز الكسيح، والتجاعيد سريعة البناء، فهي تريد أن تنفرج أساريرها بتلك الوثيقة التي تجاور ساعة الحائط.

بقلم/ وداد الإسطنبولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88