مسجد أحمد بن طالون

يعد مسجد “أحمد بن طولون” أحد أكبر المساجد الأثرية في مصر التي تمتاز بالتصميم المعماري الفريد، وأول مسجد معلق بني في مصر منذ أكثر من 1000 عام، ليكون ثالث مسجد تم بناؤه في عاصمة مصر الإسلامية.

من هو أحمد بن طولون

أحمد بن طالون (20 سبتمبر 835 – 10 مايو 884) هو أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية فى مصر والشام، كان أحمد بن طولون والى الدولة العباسية على مصر، ثم استقل بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام بعد تكليف الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله له إخماد الثورات في الشام.

قام ابن طولون بعدة أعمال في فترة حكمه، منها إنشاء مدينة القطائع، والتي اتخذها عاصمة لدولته، وكذلك بنى مسجده المعروف بمسجد أحمد بن طولون، وكان معروفا بالتدين وحسن الخلق ومجالسته العلماء، حيث كان منذ صغره متصفاً بالرزانة والولاء وحفظ القرآن والتفقه في الدين، وكان والده من أتراك القفجاق

مكان المسجد

يأتي موقعه بالتفصيل في الجهة الجنوبيّة من القاهرة حالياً، والجهة الشماليّة من العسكر، حيث قام ببناءه أحمد بن طولون بعدما استقرّ بمصر في العام الثالث والستين بعد المئتين من الهجرة على جبل اسمه جبل يشكر.

وقد جعل البناء واسعاً ليكون المسجد مأوىً لمن يأتي مصر من المغاربة، بحيث يكون المسجد لهم سكناً ومكاناً يتلقون فيه العلم، ثمّ قدّم لهم ما يحتاجون إليه من الطعام والشراب.

وصف المسجد

يعتبر جامع ابن طولون ثاني أقدم جامع باقٍ في مصر، والأثر الوحيد الباقي من مدينة القطائع التي شُرع بتأسيسها عام 256 هـ / 870 م كعاصمة للدولة الطولونية في مصر. والمسقط الأفقي للجامع على شكل مربع طول ضلعه 162 م، ويتبع الطراز المتعامد الذي كان متبعاً في التخطيط التقليدي للمساجد الجامعة في المنطقة. ويتكون مسقط الجامع من صحن أوسط مربع مكشوف طول ضلعه 92 م تتوسطه ميضأة من التجديدات التي قام بها عام 696 هـ / 1296 م السلطان المملوكي حسام الدين لاجين (حكم في الفترة 696 – 698 هـ / 1297 – 1299 م)، وتحيط بالصحن أربعة مسطحات مسقوفة بها شبكات من الأعمدة تشكل صفوفها الموازية لأضلع الصحن أروقة. وأكبر هذه المسطحات يقع في الاتجاه الشرقي (اتجاه القبلة) ويتكون من خمسة أروقة، أما المسطحات الثلاثة الأخرى فيتكون كل منها من رواقين. ويحيط بالجامع من الشمال والجنوب والغرب سور كبير ترك بينه وبين جدران المبنى مساحة مكشوفة سميت بالزيادة نرى مثلها في جامع سامراء (بُني عام 237 هـ / 850 م) في العراق وجامع سوسة (بُني عام 236 هـ / 851 م) في تونس. ويعتبر جامع ابن طولون من أكبر الجوامع في مصر، إذ تبلغ مساحته الكلية شاملة الزيادات 26318 متراً مربعاً، وهو مبنٍ من الطوب الأحمر.

ويتوج واجهات الجامع الخارجية شرف تتكون من أشكال مفرغة فريدة من نوعها عُرفت بالعرائس لشبهها بالأشكال الآدمية التجريدية. وفتح في النصف العلوي من الواجهات صف من الشبابيك ذات عقود مدببة وُضع في أركانها أعمدة مندمجة تشبه مثيلاتها في مقياس النيل (بُني عام 247 هـ / 861 م) في القاهرة. ويبلغ عدد الأبواب في جدران الجامع 19 باباً، وهي مستطيلة بسيطة الشكل. يعتبر المسطح الشرقي أكثر مسطحات الجامع زخرفاً، ويحوي محاريب طولونية وفاطمية ومملوكية. وترتكز عقود أروقة الجامع على دعامات (أكتاف) مبنية من الطوب الأحمر في أركانها أعمدة مندمجة. ظهر هذا الأسلوب من قبل في جامع سامراء. ويزين حافات عقود الجامع وباطنها وباطن عقود الشبابيك زخارف جصية جميلة تتكون من خطوط متقاطعة بداخلها زخارف مورقة متنوعة. فقد اشتمل الجامع على أثمن وأقدم مجموعة من الزخارف الجصية في مصر، وهي وثيقة الصلة بزخارف مدينة سامراء في العراق (عاصمة الدولة العباسية في الفترة 221 – 279 هـ / 836 – 892 م).

ويحيط بجدران الجامع من أعلى 128 شباكاً معقوداً من الجص المفرغ به زخارف هندسية ونباتية متداخلة تشبه تلك الموجودة في الجامع الأموي في دمشق (بُني عام 69 هـ / 714 م) المنفذة من الرخام. ودلت الدراسات أن أربعة منها فقط ترجع إلى عصر ابن طولون لاحتوائها على زخارف مميزة لذلك العصر تتكون من دوائر متشابكة، أما الباقي فينسب للعصرين الفاطمي والمملوكي. وتعتبر هذه المجموعة من الشبابيك الجصية من أجمل خصائص المبنى، إذ يختلف كل شباك عن الآخر في تصميم الوحدات الزخرفية، وكذلك فهي أول مثال من نوعه في مصر.

ويتجلى تأثير سامراء في هذا الجامع في مئذنته التي شيدت في الزيادة الغربية، إذ أن سلم المئذنة يلتف حول بدنها من الخارج وليس من الداخل كما هو متبع في معظم مآذن العالم الإسلامي، وهو تصميم شبيه بتصميم مئذنة جامع سامراء المعروفة بالملوية.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية