#زيد بن حارثة .. الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن
#زيد بن حارثة هو زيد بن حارثة #بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر ينتمي إلى قبيلة بني كلب، أمّا أمّه فهي سعدى بنت ثعلبة، ويعتبر من #الصحابة الأجلاّء، وهو مولى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وكان يقال له زيد بن محمد، وذلك لأنّ الرسول قد تبناه قبل بعثته، ولُقب بِحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، نظراً لشدة حبه له، أمّا زوجاته فهنّ بركة بن ثعلبة، وزينب بنت جحش، وأم كلثوم بن عقبة، أمّا ابنه فهو أسامة بن زيد بن حارثة.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
لقد ولد زيد بن حارثة في السنة الخامسة والثلاثون قبل الهجرة و تبدأ قصة الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه عندما كان بصحبة أمه وهو صغير وكانت في زيارة لأهلها فخطف وبيع زيد في سوق عكاظ وكان غلاماً صغيراً واشتراه حكيم بن حزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد”رضي الله عنها” فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له … وتمضي الأيام وفي موسم الحج ذات مرة رآه بعض أقاربه فتعرفوا عليه وعادوا إلى ديارهم فأخبروا أباه الذي أسرع ليفتدي ابنه ويحرره …
و كان زيد يحظى عند النبي صلى الله عليه وسلم بمكانة عظيمة، لدرجة أنه كان يقال عنه: زيد بن محمد … وجاء اباه وعمه الى النبي صلى الله عليه وسلم وطلبوه منه ، فقال له النبي: ” إخترني أو اخترهما “. فقال زيد: ” ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم “. فقالا له اباه وعمه : ” ويحك! أتختار العبودية على الحرية، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ ” فقال لهما: ” ما أنا بالذي أختار عليه أحداً. وإني يا أبي رأيت من ذلك الرجل الشيء الحسن فما أنا بمفارقه “. فحينها فرح الرسول ووقف على صخرة أمام الكعبة وقال: ” يا أهل قريش اشهدوا، هذا زيد ابني يرثني وأرثه “. فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما و انصرفا …. ولكن الله انزل قرآن بعد ذلك بتحريم التبني وهي الاية ” ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ” … من سورة الاحزاب … فدعي منذ ذلك الحين بزيد بن حارثة … و بعد نزول هذه الاية وبعد تحريم التبني نُسب كل من تبنى رجل من قريش إلى أبيه.
. قوة الإيمان والعقيدة؛ فهو أول من أسلم من الموالي (العبيد)، فقد قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: (أبو بكر الصديق هو أول من أسلم من الرجال، وخديجة بنت خويلد هي أول من أسلمت من النساء، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من أسلم من الصغار، وزيد بن حارثة هو أول من أسلم من العبيد). أشهر موالي الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، كما أنَّه حب رسول الله.
التضحية والجهاد في سبيل الله، كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يوليه إمارة السريات التي كانت تنطلق من بلاد المسلمين، كما أنَّه شهد غزوة بدر. امتاز زيد بأنَّه أبيض وأحمر اللون، بينما كان ابنه أسامة شديد الأدمة.
استشهد زيد خلال معركة مؤتة من العام الثامن الهجري، فقد خرج الجيش إلى منطقة مؤتة في الشام لملاقاة الروم، ولإدراك الرسول- صلى الله عليه وسلم- أهمية المعركة، قام باختيار ثلاثة جنود شجعان، فرسانًا في النهار رهبانًا في الليل، وقال عند وداع الجيش: «عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة»، واستشهد زيد- رضي الله عنه- في المعركة، واستشهد جميع القادة الثلاثة، فأمسك خالد بن الوليد بزمام الأمور، وقام بحيلة بسيطة أربكت جيش الأعداء، ومكنته من الانسحاب بالجيش بأمان.
وحزن الرسول- صلى الله عليه وسلم- على زيد حزنًا شديدًا حتّى إنّه بكى لذلك، فقيل له: ما هذا يا رسول الله؟، فقال: «شوق الحبيب إلى حبيبه».
رحم الله زيدًا- رضي الله عنه- وألحقنا به في الفردوس الأعلى، وجمعنا به والأنبياء والرسول والصحابة أجمعين في الفردوس الأعلى وحول حوض النبي «صلى الله عليه وسلم