#الإنجازات التاريخية لعمر المختار
هو #عمر المختار الملقَّب بشيخ الشهداء أو أسد الصحراء، #قائد أدوار (معسكرات) السنوسية بالجبل الأخضر، مقاوم ليبي حارب قوَّات الغزو الإيطالية منذ دخولها أرض ليبيا حتى عام (1350هـ= 1931م)، حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في أكثر من ألف معركة، واستشهد بإعدامه شنقًا عن عمر يُناهز 73 عامًا، وقد صرَّح القائد الإيطالي «أن المعارك التي حَصَلَتْ بين جيوشه وبين السيد عمر المختار 263 معركة، في مدَّة لا تتجاوز 20 شهرًا فقط».
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
عمر المختار قائد الحركة الثورية الليبية ضد الإستعمار الإيطالي قدم العديد من المنجزات التاريخية في عهده لعل أبرزها كفاحه المستمر والمتواصل للإستعمار إضافة إلى ما يلي:
خلق بيئة توعوية للمجتمع الليبي حول مخاطر الاحتلال الإيطالي.
بناء قوة استطاعت أن تثخن في القوات الإيطالية.
بدأت مسيرة عمر المختار في الجهاد عندما انتقل إلى أفريقيا برفقة مسلمي تشاد؛ لمحاربة الغزاة الفرنسيين، واستطاع تلقين جنرالات فرنسا دروسًا عدةً في فنون القتال، والفن الإسلامي في الجهاد، فذاع صيته في جميع أنحاء أفريقيا، وذهب إلى القبائل الإفريقية؛ لنشر الإسلام، ثم أصبح معلماً للأطفال، إذ يعلمهم القرآن والسنة النبوية.
الجهاد ضد الطليان
عاد عمر المختار إلى الجهاد بعد أن أرسلت إيطاليا أساطيل بحرية نحو ليبيا لاحتلالها، وذلك في تاريخ 29 سبتمبر من عام 1911م، وتتلخص إنجازاته فيما يأتي:
نظم صفوف المجاهدين، وشن الغارات ضد الغزاة الطليان، ثم انتشر اسمه في صحف روما، كما تغيرت 4 حكومات إيطالية أثناء ذلك، نتيجة هزائم الجيش الإيطالي على يد عمر المختار والمجاهدين.
نصب الكمائن في صحراء ليبيا، ووزع وقته بين الجهاد وقيام الليل وختم القرآن، كما كان ينام بين 2- 3 ساعات فقط في اليوم، وقد ساهم في تحقيق انتصارات حركة الجهاد الليبي بقيادة عمر الختار وجود الخبرة السابقة في جهاده ضد الفرنسيين، وأيضًا معرفته بجغرافية البلاد الصحراوية وطرقها ومسالكها وكل ما يتعلق بها.
أسس كتائب فدائية؛ لضرب الغزاة والاختفاء بسرعة، ومهاجمة الثكنات العسكرية في أطراف الصحراء، كما قطع الطرق والإمدادات عن الجيش الإيطالي، إذ تسبب في إحراجهم أمام الرأي العام، واستطاع تدمير القوة الإيطالية التي حاولت حصاره عند بئر الغبي، كما انتصر عليهم في معركة الرحيبة سنة 1927م.
خاض معركة درنة في شهر مايو من عام 1913م على مدار يومين، وانتهت بمقتل 70 جندياً من الجيش الإيطالي، وإصابة 400 منهم، أيضاً معركة بوشمال عند منطقة عين ماره في شهر أكتوبر من عام 1913م، بالإضافة إلى معارك أم شخنب وشلظيمة والزويتينة في شهر فبراير من عام 1914.
محاكمة عمر المختار
عُقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي، مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 من سبتمبر 1931م، وبعد ساعة تحديدًا صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقًا حتى الموت.
عندما تُرجم له الحُكْم، قال الشيخ: «إن الحكم إلَّا لله.. لا حكمكم المزيف.. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون».
إعدام عمر المختار
في صباح اليوم التالى للمحاكمة الأربعاء (16 سبتمبر 1931م= غُرَّة جمادى الأولى 1350 هـ)، اتخذت جميع التدابير اللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحُكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، وأُحضر 20 ألفًا من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصًا من أماكن مختلفة؛ وذلك لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم، وأُحضر الشيخ عمر المختار مُكَبَّل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر، وبدأت الطائرات تُحَلِّق في السماء فوق المعتقلين بأزيزٍ مجلجلٍ؛ حتى لا يتمكَّن عمر المختار من مخاطبتهم.
وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا سُلِّمَ الشيخ إلى الجلاد، وكان وجهه يتهلَّل استبشارًا بالشهادة، وكله ثبات وهدوء، فوُضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كانوا على مقربة منه: إنه كان يُؤَذِّن في صوت خافت أذان الصلاة. والبعض قال: إنه تمتم بالآية الكريمة: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر: 27، 28]. ليجعلها مسك ختام حياته البطولية، وبعد دقائق صَعِدَتْ رُوحه الطاهرة النقيَّة إلى ربِّها تشكو إليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.