هيرودوت.. أبو التاريخ الذي طاف العالم
#اشتهر المؤرخ اليوناني القديم هيرودوت بأنه أبو التاريخ، وهو اللقب الذي أطلقه عليه الكاتب والخطيب الروماني شيشرون، ومن حينها وهو يعرف بهذا القلب، لكنّ مؤرخاً يونانياً آخر اسمه بلوتارخ أعطاه لقباً مختلفاً، حيث أطلق عليه أبو الأكاذيب.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
يقول أبو التاريخ إنّ السببَ الذي جعله يكتب التاريخ هو: “عرض الأبحاث الدقيقة حتى تُحفظ من النسيان، ويتم ذكر أحداث الأجيال السابقة والحاضرة”، ولحفظ الأعمال العجيبة والعظيمة للإغريق والبربر، وتوضيح الأسباب التي أدت للحروب والفتن بينهم، كان يهدف هيرودوت الى معرفة الحقائق التاريخية من خلال البحث والتقصي حول العالم، ويُعدّ أول من استخدم كلمة “Historia” لدراسة تاريخ القدماء، وحدد المعنى الدقيق للكلمة عن طريق الاستبيان والبحث كما يرى ويسمع، إذ ركز على عملية الاستقصاء والبحث عوضًا عن النتيجة، استمد أسلوبه السردي في كتابة رواياته التاريخية وتحديدًا فيما يتعلق بالدويلات الإغريقية من الشاعر اليوناني هومر، هذا من هو أبو التاريخ الذي كتب وروى التاريخ وأسسه.
اشتهر هيرودوت بعمله الوحيد وهو كتاب التاريخ الذي يعدّ من أهم المؤلفات التاريخيّة، ويُعدّ سِجلًا “لتحقيقاته” أثناء سفره وتجواله، وبحثَ فيه أصول الحروب اليونانية الفارسية، وكان يتعامل بشكل رئيس مع حياة أرطيميسيوم وكرويسوس وسلاميس، وقورش الكبير وقمبيز وثرموبيلاي وسمرديس ومعارك ماراثون وداريوش وخشايارشا وميكالي، وبلاتيا، إلا أن الكثير من استطلاعاته الثقافية والتأريخية والاثنوغرافية والجغرافية وغيرها تشكل جزءًا أساسيًا من تاريخه الذي يحتوي على ثروة من المعلومات.
سمّى هيرودوت كتابه الفحص أو البحث والتي تعني باللاتينية Historia، وبهذه الكلمة جمع معلومات تاريخية ودينية وقصصية وجغرافية فيه، فهو كتاب عالمي تناول جميع قصص الأمم التي وصفت في كتابه الذي سُميّ “تاريخ هيرودوتس” والذي ينقسم إلى تسعة مجلدات:
كليو: وهو الكتاب الأول، ذكر فيه معلومات عن مناطق الفرس والبابليّين. يوتربي: وهو الكتاب الثاني، خصصه للحديث عن مصر وفيه قال مقولته الشهيرة:”مصر هبة النيل”
. ثاليا: وهو الكتاب الثالث، ذكر فيه غزو الملك قمبيز الفارسي لمصر وتحدث عن الحرب الأهلية في فارس والتي كسبها داريوش. ميلوميني: وهو الكتاب الرابع تطرق فيه للحديث عن السكوثيين “سكان جنوبي روسيا” الذين حاول داريوش الفارسي مهاجمتهم سنة 512 ق.م.
تربسيخوري: وهو الكتاب الخامس تحدث فيه -مع جزء من السادس “أراتو”- عن ثورة المدن الإيونية في الفترة 499ـ494 ق.م السبب المباشر للحروب الفارسية.
أراتو: وهو الكتاب السادس تحدث في الجزء الأخير منه عن معركة الماراثون. بوليهيمنيا: وهو الكتاب السابع ذكر فيه استعدادات الملك الفارسي إكسركسس Xerxes “خِرخِس” لغزو بلاد اليونان، وأيضًا معركة ثرموپولاي في البر ومعركة أرتميسيوم في البحر
. أورانيا وهو الكتاب الثامن تحدث فيه عن معركة سلاميس البحرية.
أكالليوبي: وهو الكتاب التاسع والأخير فيختص بمعركة بلاتايا وهجوم الإغريق على الأسطول الفارسي في موكالي ونهاية الحروب.
إذًا فإنّ “أبو التاريخ” هو هيرودوت الذي استطاع أنّ يُدَون 9 مجلدات كاملة تحمل عنوان “تاريخ هيرودوتس”، واشتهر بلقب “أبو التاريخ” كنوع من الاعتراف بفضله؛ لأنه أول من قام بتدوين التاريخ بدقة ومصداقية بأسلوب يغلب عليه التشويق والاثارة، حيث قام بوصف جميع أحوال وعادات وتقاليد الأمم التي زارها.