البيت والأسرةتربية وقضايا

هل الطلاق حل حتى مع وجود أطفال ؟

هل الطلاق حل حتى مع وجود أطفال ؟  يحدث أحيانًا، أن يكون الانفصال أو الطلاق هو القرار السليم، لزوجين عاشا حياتهما معًا، ثم تغيرت الأحوال وتبدلت الظروف وأصبح العيش معًا كأسرة واحدة، أمر غير محتمل، عند هذه اللحظة تتقافز الأفكار والتساؤلات في ذهن كلا الزوجين ووجدانهما.

إنّ قرار الطلاق ليس أمراً سهلاً على كلا الطرفين ولكن مع وجود أطفال تصبح العملية أصعب ومؤثرة للغاية وذلك بسبب الآثار النفسية والاجتماعية التي قد يعاني منها الأطفال عند اتخاذ هذا القرار، حيث يشعر الأطفال وكأن تغييرًا جذريًا حدث في حياتهم وأنّ كل شيء من حولهم قد انقلب رأساً على عقب؛ مما يولد لديهم الشعور بالحزن والغضب والصدمة، كما قد يشعر بعض الأطفال بأنهم سبب المشاكل في المنزل ويلومون أنفسهم على ذلك، لذا يجب على الوالدين أن يحرصا على أن تكون مصلحة أطفالهم على رأس أولوياتهم وتهيئتهم لمثل هذا القرار قبل اتخاذه إن استحالت الأمور بينهما.

أحيانًا تصل النقاشات والشجارات بين الأبوين، إلى الحد الذي يدمر السلام النفسي وجو السكينة في المنزل. وتضطرب حياة الأبناء، فيتحول اليوم إلى هبات عواصف رعدية. ويستحيل الليل من السكون إلى موجات فزع متتالية.

في هذه الحالة، ولوقف هذا العراك وكمحاولة أخيرة ووحيدة لاستعادة السكون والهدوء إلى الأسرة، سيصبح الطلاق حلًا قاسيًا ووحيدًا للحفاظ على ما بقي من الود والاحترام بين الأبوين.  فمن الصعب على الأبناء رؤية الأبوين -مصدر الأمان والاستقرار- يتعاركان ويتشاجران يوميًا.

تأثير الطلاق على الأطفال

هناك العديد من المشاكل التي يواجهها الأطفال عند حدوث الانفصال أو الطلاق، ولعل أبرزها ما يلي:

الشعور بالغضب: الأطفال والمراهقون في سن المدرسة هم أكثر عرضةً للشعور بالغضب عند الطلاق، وقد يرجع السبب في ذلك إلى إحساس هؤلاء الأطفال بفقدان السيطرة وتخلي والديهم عنهم أو قد يكون هذا الغضب تجاه أنفسهم بسبب شعورهم بأنهم سبب الطلاق.

الانسحاب الاجتماعي: يصبح الطفل أكثر خجلاً وقلقاً ولا يميل إلى التواصل الاجتماعي مع الآخرين حيث يتهرب من حضور المناسبات المدرسية أو الخروج مع أصدقائه وذلك بسبب الخوف، وقلة احترامه لذاته، لذا لا بدّ من تعزيز ثقته بنفسه من خلال الحوار مما يساعده على الانفتاح والانخراط في المواقف الاجتماعية المختلفة.

ضعف التحصيل الدراسي: كثرة المشاكل بين الوالدين تؤدي إلى شعور الطفل بالإهمال والاكتئاب والتشتت مما ينتج عنه ضعف في تحصيله العلمي وتدني درجاته في المدرسة.

قلق الانفصال: حاجة الطفل إلى والده غير الحاضن تُسبب له القلق مما يدفعه للبكاء، وطلب رؤيته دائماً، والتشبث به، وقد يُساعد خلق روتين للزيارات الرسمية في التخفيف من هذا الشعور لدى الأطفال.

عدم القدرة على التكيف: يواجه الأطفال صعوبة في التكيف مع التغيرات التي تحدث عند الانتقال إلى منزل جديد حيث تتأثر نفسيتهم بشكل سلبي بسبب الانتقال والتغيرات الناتجة عنه في حياتهم مثل؛ تغيير مدرستهم، أو تغير الوضع المعيشي، أو تغيير أصدقائهم.

مشاكل الأبناء بعد الطلاق

  فقد الثقة والأمان بسبب الطلاق، قد يجعل الطفل يفقد الثقة في كل من حوله، من أصدقاء ومعلمين وجيران. أو تهتز ثقة الطفل بنفسه، كما تهتز ثقته في قدرته على التكيّف مع تطورات الحياة وتغيراتها.

ضعف التحصيل الدراسي للأطفال الذين يصابون بالانعزال، أو المراهقين المتمردين. كره أحد الأبوين، فكثير من الأزواج المنفصلين، عندما يتحدثون عن الشريك السابق، يشيرون إليه بالسوء والذم.

فيكبر الطفل وهو يكره أحد أبويه. وقد يكرههما معًا. تكوّن شخصية الطفل في جو من الكراهية والشحناء، قد يجعله، شخصًا كارهًا للمجتمع بأكمله. فقد القدرة على تكوين علاقات وصداقات طبيعية في المدرسة أو النادي.

هل الطلاق حل حتى مع وجود أطفال ؟  -صحيفة هتون الدولية-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى