إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

لا تكن أسيرًا لكتاب ولا سجينًا لرأي

كثيرًا ما نرى تعصب أحد القراء لكتاب معين وتطبيق ما، دوَّنَه صاحب ذلك الكتاب، وليس عيبا أن نطبق ما فيه مما يضيف لنا في الحياة ويثري عقولنا، لكن العيب أن نجعل من هذا الكتاب نبراسًا ومرجعًا لنا في الحياة؛ ليس هناك كتاب يعد دستور حياة سوى القرآن والسنة، وما عداهما من كتب هي طرح لعقول أصحابها وتوضيح لفكرة أرادوا إيصالها للقارئ فقط.

وعليه وجب على القراء أن يأخذوا من الكتاب عقل صاحبه وليس أن يجعلوا منه سجنا لهم لا تسير حياتهم إلا من خلال فكرته، خذ عقل صاحب ذلك الكتاب وانهل من ثمر إبداعه في جميع كتبه، وليس حصرا في كتاب اقتنعت أنت بصلاحيته في كل أحوالك وجعلت منه أيقونة مرجعية لكل مهاراتك في الطرح والحوار.

نوِّع قراءاتك وزد وعيك بكتب أخرى عسى أن تجد فيها ما يخرجك من سجن كتاب تقوقعت في فكرته وتعصبت لحروفه، في اللحظة التي صاحبه لم يتشبث به بل ألَّف غيره الكثير من الكتب ولم يكن ذلك الكتاب سوى رأي طُرِح في مرحلة ما من مراحل ذلك الكاتب.

كن حرًّا أيها القارئ.. فلا تتقمص روح كتاب وتفقد روحك، ولا ترتدي فكرة كاتب وتبقى أسير رأيه. نحن عزيزي نقرأ لنضيف لعقولنا المزيد من الثقافة والوعي والإدراك ونعيش أفق المؤلفين،

لذلك وُجد النقد الأدبي الذي يمحص تلك الكتب ويخرج أجملها وليس التقوقع في مغلفها أو فكرتها، فكن واعيًا أيها القارئ وأخرج نفسك من دائرة الإعجاب بكتاب معين وتحكيمه في أمور حياتك حتى لا تتأخر عن الركب، وأعلم أن لا مرجع لمسلم ولا مصدر سوى في كتاب الله؛ فبه صلاح الدين والدنيا وهو الكتاب الوحيد الذي أُمِرنا بتدبره والعمل بما فيه وتطبيقه في جميع أمور حياتنا.

بقلم/ موضي المطيري – القيصومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88