#عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
سقوط الدولة السلجوقية وبزوغ نجم الدولة العثمانية
وفي سنة 1300م تقريبًا المواِفقة لسنة 699 هـ، أغارت قطعان المغول بطريقتها الوحشية على بلاد آسيا الصغرى واحتلت مدينة قونية. أما سلطان السلاجقة علاء الدين، ففر من عاصمته ودخل بلاد الروم، وتوفي فيها في نفس العام، وقيل قُتل. وقُتل أيضًا ابنه غياث الدين في مواجهة المغول، وسقطت بعد ذلك الدولة السلجوقية؛ مما تسبب في حالة من الفوضى والهرج والمرج.
في هذه الأثناء، كان عثمان الوجهة الأنسب لجنود الدولة السلجوقية الفارين من المغول بخبراتهم العسكرية، فاحتضنهم عثمان وازداد بهم قوة. وهكذا بعد الدولة السلجوقية التي دام سلطانها لأكثر من قرنين من الزمان وانتهت على يد المغول، بدأ بزوغ الدولة العثمانية يلمع ليسد فراغها.
وكان عثمان قد أدرك مسبقًا حساسية الظرف مع توالي هجمات المغول، وأحسن قراءة المستقبل كما هي عادته، فأعلن استقلال أراضيه عن الدولة السلجوقية قبيل سقوطها، والتفت حوله الجماهير لتصبح الإمارة الواعدة في المنطقة.
ومما زاد من أهمية الإنجاز التاريخي لعثمان موقع إمارته، التي كانت بالقُرب من طريق الحرير الذي يربط المناطق الروميَّة في الغرب بالمناطق التي يُسيطر عليها المغول في الشرق، فاستفاد عثمان بشكل رائع من الخصائص الاستراتيجيَّة والاقتصاديَّة التي تميزت بها إمارته.
وبكونها منطقة محاذية للمناطق البيزنطيَّة التي لم تُفتح بعد، تحولت إمارة عثمان لقبلة للمسلمين من التُركمان الطامعين في الغزو والجهاد، والدراويش والآخرين. كما اعتُبرت ملاذًا للفلاحين الفارين من بطش المغول.
فتوحات عثمان الأول
حين استقر الأمر لعثمان الأول؛ قام بالوصول إلى البحر الأسود وبحر مرمرة واطمأن بهزيمة الجيوش البيزنطية واستقرار الأوضاع له.
تمكن عثمان من فتح حصن كته عام 707 ه، وحصن لفكه، وحصن آق حصار، وحصن قوج حصار، وفي عام 712 ه تمكن من فتح حصن كبوه، وحصن يكيجه قلوا، وحصن تكرر بيكاري، وفي النهاية استطاع فتح مدينة بروسة في عام 717 هجريا، 1317 م، بعد حصارٍ شديد استمر لسنوات.
كما قام بفتح مدينة يكي شهر واتخذها عاصمة له، ودعى نفسه بادشاه آل عثمان، كما حاول توسيع مملكته بالاستيلاء على مملكة أزميد وأنزيك لكنه لم ينجح في ذلك فعاد إلى حصونه وأعاد الاستعداد وتقوية جيشه مرة أخرى.
اتخذ عثمان راية مخصصة للدولة العثمانية وهي الموجودة حتى اليوم، والتي تحتوي على الهلال والنجمة.
قصة زواج عثمان بن ارطغرل
نشأ عثمان نشأةً دينية وتربى على مبادئ الإسلام وشريعته، وكان لا يترك أباه في غزواته وحروبه مع الصليبيين، كما كان أيضًا يصحب دائمًا أحد الشيوخ الصالحين وإسمه “إده بالي القرماني” فتعلم على يديه الكثير، ويروى أنه أراد أن يتزوج بابنته الجميلة ولكن الشيخ رفض، ولم يوافق إلا بعد أن حكى له عثمان الرؤية التي رآها ذات ليلة.
فقد رأى في منامه أن هناك قمرًا يخرج من حضن الشيخ ويستقر في حضنه، وأن شجرة جميلة قد نمت أغصانها حتى وصلت للسماء، وحولها الجبال تنفجر منها الأنهار، وتحولت أوراق الشجرة إلى سيوف متجهة ناحية القسطنطينية، فكانت ذلك بمثابة بشرى رائعة للشيخ إده بالي، ووافق حينها على تزويجه من ابنته، كما قال لعثمان بأنه وسلالته سيحكمون العالم.
وفاة عثمان بن أرطغرل
توفى عثمان بن ارطغرل عام 726 هجريا بسبب مرض النقرس. ودفن في بورصة، بعد حكم دام 26 أو27 عامًا.