استشارات قانونيةالبيت والأسرة

#العقد الموقوف والآثار المترتبة عليه

#تعود فكرة #العقد الموقوف في الأساس إلى الشريعة الإسلامية والتي قد لا تجد لها ما يقابلها في القانون، إذ سعى الكثير من الفقهاء لوضع تعريف جامع مانع له, ومنه قولهم إن العقد الموقوف ما هو إلا عقد يتعلق بحق الغير, ولا حكم له في الحال على الرغم من أن أصل هذا العقد مشروع وكذلك وصفه أيضًا، وبالمقابل فقد سعى فقهاء القانون إلى إيجاد ما يقابل هذا النوع من العقود فأطلقوا عليه العقد القابل للإبطال أو الباطل بطلانًا نِسْبِيًّا. حيث يتشابهان من حيث قدرة كل منهما على الإبطال أو الإجازة، وذهب البعض الآخر إلى القول بأنه هو كل ما يصدر من شخص ثبتت له أهلية التعاقد دون أن تثبت له ولاية الإصدار وعليه فهو عقد ينعقد صحيحًا من دون أن تترتب عليه أية آثاره، حتى تلحقه الإجازة ممن يملكها.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

حالات العقد الموقوف:

أن يكون المتعاقد ذا أهلية ناقصة.

أن تشوب إرادته عيب من عيوب الإرادة المعروفة.

أن يكون المتعاقد على المال فضوليًا وبالتالي تنعدم ولايته وتلحق بهذه الحالة حالة تجاوز الوكيل لحدود الوكالة لأن الوكيل إذا فعل ذلك تحول إلى فضولي يتصرف في مال غيره.

 العقد الموقوف لنقص الأهلية

إذا انعقد العقد موقوفاً بسبب نقص الأهلية فإن للنائب القانوني أو القضائي لناقص الأهلية أن يجيز هذا العقد أو ينقضه إذا انقضى عارض نقص الأهلية، وناقصي الأهلية هم المجنون وهو الشخص الذي يصيبه الجنون فيذهب عقله ويسلبه تمييزه فلا يُعتد بأقواله وأفعاله، والسفيه أي المبذر وهو الذي يصرف ماله فيما لا فائدة منه بشكل عبثي يضر به وبأسرته، والمعتوه أي الشخص المُصاب بإعاقة ذهنية لا يستطيع معها التحكم في تفكيره وتصرفاته.

العقد الموقوف لنقص عيب في الارادة

إذا شاب إرادة أحد المتعاقدين عيب من عيوب الإرادة المعروفة كان لهذا المتعاقد أن يستعمل خياره في العقد إن نُقض بعد ارتفاع هذا العيب من الإرادة أي بعد زوال الرهبة في الإكراه أو انكشاف الحقيقة في الغلط والتغرير وبعد زوال سبب الاستغلال.

ويستطيع المتعاقد تتبع المعقود عليه حتى وإن كان قد تداولته الأيدي بالتصرفات لأن ذلك ملكه، وفي حالة هلاك المعقود عليه في يد من انتقلت إليه فإن المتعاقد يرجع على من انتقلت إليه بالضمان.

عقد الفضولي

عقد الفضولي هو عقد موقوف على إجازة أو موافقة المالك ففي حال أن اضطر شخص لإبرام عقد من العقود بغير أن يكون له الحق في ذلك مثل أن يكون لغيره عنده سلعة تعرضت لخطر تلف أو سرقة، ويترتب على بقائها خسران المالك، فيقوم ببيعها أو يتصرف فيها، فيكون عقداً فضوليًا.

بالتالي اذا تجاوز النائب حدود وكالته أو نيابته المسموحة له كان العقد موقوفًا على إجازة المالك الأصلي فإذا أجاز المالك الأصيل العقد اعتبرت الإجازة اللاحقة كالوكالة السابقة، وإذا نقض العقد بطل من البداية كما تقدم وبالتالي يلتزم الفضولي ما قبضه من المتعاقد الآخر.

الحكمة من الوقف على الإجازة:

إن الحكمة من وقف نفاذ العقد أو تراخي حكمه وآثاره حتى يُجاز ممن له الحق في إجازته شرعًا، حماية الأشخاص المتوقًف نفاذ العقد على إجازتهم على النحو الآتي:

يكون فيه حماية للمالك في حالة بيع ملكه بغير إذنه كما في حالة تصرف الفضولي في مال الغير بالبيع والشراء والإجارة والهبة والوصية وهذه الحماية تتحقق بوقف نفاذ العقد حتى يرى صاحب الشأن أو المالك أن مصلحته  في الإجازة فيجيز فعله أو لا يرى مصلحته فلا يجيز التصرف أو يبطله.

حماية ناقص الأهلية كالصبي المميز والسفيه والمعتوه والمجنون عند من يرى الحجر عليهما، وذلك بأن يتم وقف نفاذ تصرفاتهم على إجازة الوصي أو الولي أو القاضي بهدف المحافظة على أموالهم حين التصرف المتردد بين النفع والضرر كالإجارة والبيع والشراء.

فيه حماية للمرتهن والمستأجر في حال أن بيعت العين المستأجرة أو المرهونة وذلك بوقف نفاذ العقد على إجازتهما بهدف الحفاظ على حق كل منهما.

حماية ورثة الموصي والدائنين من تصرفات الموصي التي تضر بحقوقهم، وذلك في حالة الوصية بأكثر من الثلث فإنها تتعقد موقوفة على إجازتهم.

حماية الشريك في الشركة من تصرفات شريكه، وذلك بوقف هذه التصرفات على إجازة الشريك الآخر لعدم الإضرار بالشركة.

حماية الورثة و الدائنين من تصرفات المريض مرض الموت، التي تكون قد صدرت منه في مرضه وفيها إضرارا بحق كل من الورثة والدائنين وذلك بأن يتم وقف نفاذها على إجازتهم.

حماية معيب الإرادة المكره، وهذه الحماية تتحقق بوقف نفاذ العقد على إجازته بعد أن تزول حالة الإكراه.

وتلك الأمثلة علي العقد الموقوف هي على سبيل المثال لا الحصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88