#زبيدة زوجة الرشيد أعظم النساء العباسيات

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
تعتبر واحدة من أهم نساء الدولة العباسية، فهي زوجة الخليفة هارون الرشيد، وفي حفل زفافهما بقصر الخلد ظهرت كل أنواع الأحجار الكريمة والعطور الطيبة وأحواض ممتلئة بالدنانير تم توزيعها على المدعوين.
وكانت تهتم بالعلوم والآداب، واستطاعت أن تجعل من العاصمة العراقية بغداد مقصدا للشعراء والأدباء، وبذلت في سبيل ذلك الأموال الطائلة، كما عملت على أن تكون العراق وجهة العلماء من الزوايا الأربع للدولة، واهتمت أن تحسن من أمور الدولة وتيسر الأمور على العامة، الذي كانوا يصفونها بالكرم وحب الخير.
زبيدة ترى حاجات الناس
في سنة 186هـ خرجت زبيدة مع زوجها الرشيد إلى الحجّ، فقد حُبب إلى هارون الرشيد الحج، فكان يحجّ عامًا ويغزو عامًا، وكان في الحجّ مشقّة على امرأة مترفة مثل زبيدة، ثم إنها رأت ما يقاسيه الناس منْ مصاعب في الحجّ، ومن أصعب الأمور عليهم كان الحصول على الماء إذا باتوا خارج الحرم، فأهمّها ذلك وراحت تفتش عن وسيلة، فجمعت لذلك الخبراء وأمرت المهندسين بدراسة عاجلة لجرّ المياه إلى مكة المكرمة.
زبيدة والسياسة والحكم
الصراع بين الأمين والمأمون
كان ابن زبيدة الأمين هو ولي العهد بأمر هارون الرشيد، وكان المأمون ابن رشيد من زوجته الأخرى وليًا للعهد بعده، فلما توفي الرشيد أراد الأمين بعد عامين من حكمه أنْ يعزل أخاه المأمون ويضع أحد أبنائه مكانه، فرفض المأمون ذلك وأعلن الثورة على أخيه، وجهز جيشه بقيادة “الطاهر بن الحسين”، فلما بلغ الأمين ذلك جهز جيشه بقيادة “علي بن ماهان”.
وصية زبيدة لقائد جيش الأمين
فلما أراد “علي بن ماهان” التحرك بالجيش استدعته زبيدة، وقالت له:
(يا عليّ، إنّ أمير المؤمنين وإنْ كان ولدي، وإليه انتهت شفقتي، فإني على عبد الله -المأمون- منعطفة مشفقة، وإنما ابني ملك نافس أخاه في سلطانه وعابه على ما في يده، والكريم يأكل لحمه ويميته غيره، فاعرف لعبد الله حقّ ولادته وحقّ أخوته، ولا تجبه بالكلام فإنك لست له بنظير، ولا تقتسره اقتسار العبيد، ولا توهنه بقيد ولا غلّ، ولا تمنع عنه جارية ولا خادمًا، ولا تعنّف عليه في السّير ولا تساوه في المسير، ولا تركب قبله وخذ بركابه، وإنْ شتمك فلا تردّ عليه).
أدرك زبيدةَ الموتُ في جمادى الأولى سنة 216هـ في بغداد، ولكن لم يُعرَف تاريخ ميلادها على وجه الدِّقة.