عبد الله بن عباس .. ترجمان القرآن وأفضل من خدم الإسلام
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
سيدنا عبد الله بن عباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، ابنُ عَم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وهو ابن خالة خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، كان جميلًا أبيض طويلًا، مشربًّا صُفرة، جسيمًا وسيمًا صبيحَ الوجه فصيحًا، وكان كثيرَ البُكاءِ.
نشأة عبد الله بن عباس
نشأ عبد الله بن عباس في عائلةٍ مباركةٍ، فكانت خالته أم المؤمنين ميمونة، وفي إحدى الليالي التي قضاها في حجرتها صلّى خلف النبي -عليه الصلاة والسلام- فأوقفه النبي بجواره، إلّا أنّ ابن عباس رجع إلى الخلف، وحين فرغ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- سأله عن سبب ذلك، فأجاب ابن عباس قائلاً: “وهل يساويك أحدٌ وأنت الرسول الذي بعثك الله، وأنزل عليك القرآن”، فابتسم النبي -عليه الصلاة والسلام- ودعا له بالخير والبر، وقد أتمّ ابن العباس حفظ القرآن الكريم قبل أن يتمّ عشرة سنواتٍ من عمره،وقد عاش عُمراً طويلاً كريماً، وتنقّل ما بين مكة المكرمة والمدينة والطائف، وشارك في فتح مصر وشمال أفريقيا، وهدى الله بسببه آلاف الخوارج بعد عدّة مناظراتٍ أثبت بها الحقّ، ثمّ بعثه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- والياً على البصرة، وكان أول جنديّاً في غزو القسطنطينية في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان.
مكانته عند النبي والصحابة والتابعين
حظي ابن عباس بمنزلة عالية عند المسلمين، خاصة الصحابة التابعين، فهو ابن عم النبي محمد، ويُعد من أهل البيت، وأحد صغار الصحابة، ورأي جبريل مرتين، وقد دعا النبي له بالحكمة مرتين، وأجلسه في حجره ومسح على رأسه ودعا له بالعلم، فدعا له النبي بالفقه وفهم تأويل القرآن قائلًا:”اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل”،ودعا له بعلم القرآن والحكمة أيضًا: “اللهم علمه الكتاب، اللهم علمه الحكمة.”
وفاة عبد الله بن عباس:
توفي -رضي الله عنه- سنة ثمان وستين بالطائف، وهو ابن سبعين سنة، وقيل: إحدى وسبعين سنة، وكان قد عَمِيَ في آخِرِ عُمُرِهِ؛ فقال في ذلك: ” إنْ يأخذ الله من عَيْنَيَّ نورهما ففي لساني وقلبي منهما نور قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل وفي فمي صارمٌ كالسيف مأثور”.