لَا شيءَ
لَا شيءَ يُشبِهُنِي،
أَنَا المُتَفَرِّدُ المَسكُونُ فِي رَجْعِ الصَّدَى.
حَرفِي بِلَادُ النُّورِ،
وَجهِي جَنَّةٌ للتَائِهِينَ مَعَ المَدَى.
عُمرِي تَجَاعِيدُ النَّسِيمِ عَلَى سُطُوحِ الحِسِّ،
فِي صَدرِ الشَّدَا.
قَلَمِي مَدَائِنُ أَينَعَتْ، فِي تُربَةِ المَعنَى بَدَا.
زُهدِي ثَنَايَا الرُّوحِ فِي أَعمَاقِ سَطْرٍ،
لَمْ يَزَلْ فِي النَّايِ، مُنسَرِحًا سُدَى.
لَا شيءَ يَعرِفُنِي سِوَاكِ حَبِيبَتِي،
حِينَ انتَهَى اللَحنُ البَعِيدُ،
تَثَاقَلَتْ مِنِّي، وَعَادَتْ قِصَّةً ولِدَتْ هُدَى.
فِي حِينِهَا أَدرَكتُ أَنِّي هَائِمٌ،
حُلمًا غَدَا.
لَا الأُمُّ تُرضِعُنِي،
أَنَا المُتَعَطّشُ المَولُودُ مِنْ رَحِمِ اليَرَاعْ.
وَطَنِي فُصُولُ الحَملِ فِي لُغَةِ الضَّيَاعْ.
أُمِّي مُعَانَاةٌ، وَأَولَادِي صِرَاعْ.
جَدِّي رُسُومٌ فوقَ أَدعِيَةِ العَصَافِيرِ
التِي حَطَّتْ عَلَى سُحُبِ الغِيَابْ.
قَلبِي يَخطُّ رَسَائِلَ العُشَّاقِ فِي لوحِ الكِتَابْ.
نُطقِي مَسَافَاتُ التَّمَنّي فِي سُؤَالٍ لَا جَوَابْ.
لَا الأَرضُ تَحضُنُنِي،
أَنَا المُتَرَنِّحُ المُلقَى عَلَى ظَهرِ الحِصَانْ.
جُرحِي مَرَاسِي الموتِ قَبلَ رَحِيلِنَا العَادِيِّ
أَوَّلُهُ الزَّمَانْ.
لِيُزَنِّرَ الضَّحِكَاتِ مِنْ لَفظِ المَكَانْ.
وَيُسَافِرُ الموعُودُ بِالإِنجَابِ أُغنِيَةً
عَلَى قوسِ الكَمَانْ.
سَيُسَطِّرُ الإِيمَاءُ فوقَ المَاءِ،
يَنشُرُ حُبَّهُ المَسكُونَ مِلحًا،
فِي كُؤوسِ النَّصرِ فَوحُ البِيلَسَانْ.
لَا شيءَ يُدرِكُنِي،
أَنَا المُتَدَارِكُ المَغلُوبُ عبرَ اللَا أَوَانْ.
وَصَدِيقَتِي الأَيَّامُ،
حِيْنَ تُعَانِقُ النِّصفَ المَلِيءَ بِبَعضِهَا،
تَرمِي بَقَايَانَا إِلَى المَجهُولِ،
أَنسَى صُورَتِي، إِنّي ولِدتُ قَصِيدَةً،
صَارَتْ أَنَا.
وَتَعُودُ فِي رَجعِ الصَّدَى.
وَتَضِيقُ فِي مَسكِ المَدَى.
الشاعر/ أحمد جنيدو