#أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
المولد والنشأة
الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي، ويلتقي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في جده السادس مُرَّة، ويكنى بأبي بكر، وهي من “البكر” (الفتي من الإبل).
ولد أبو بكر -رضي الله عنه- في 27 أكتوبر/تشرين الأول 573 م في مكة المكرمة، بعد مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بعامين وأشهر.
والده يكنى بأبي قحافة وأسلم يوم الفتح، وأمه اسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب، وهي ابنة عم أبيه، وتكنى بأم الخير، وقد أسلمت مبكرا.
لُقّب أبو بكر بالصديق، وتعددت الروايات حول سبب ذلك اللقب، فقيل إنه لقب به في الجاهلية لما عرف عنه من الصدق، وقيل إنه لقب به بعد حادثة الإسراء والمعراج لأنه أول من صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من لقبه بالصديق في أكثر من مناسبة.
تزوج أبو بكر -رضي الله عنه- 4 نسوة، وأنجبن له 3 ذكور و3 إناث، وزوجاته هن قتيلة بنت عبد العزى والدة عبد الله وأسماء رضي الله عنهما، وكان قد طلقها في الجاهلية، واختُلِف في إسلامها.
وتزوج أم رومان بنت عامر، وكانت مسلمة مهاجرة، وهي أم عائشة وعبد الرحمن رضي الله عنهم جميعا، كما تزوج أسماء بنت عميس إحدى المهاجرات الأوائل وأرملة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما، وأنجبت له محمدا.
وتزوج حبيبة بنت خارجة، وهي أنصارية من الخزرج، وأنجبت له أم كلثوم بعد وفاته، وكان قد أقام عندها بديار أهلها في المدينة.
الصفات الخَلقيَّة
كان الصديق -رضي الله عنه- جميل الخِلقة، وقد وصَفته ابنته عائشة -رضي الله عنها- قائلة: “رجلٌ أبيض، نحيف، خفيف العارضين أجنأ -أي: منحني الظهر-، معروق الوجه -أي: قليل لحم الوجه-، غائر العينين.
الصفات الخُلُقيَّة
بالرغم من مكانة الصديق -رضي الله عنه- وقربه من الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- إلَّا أنَّه كان متواضعاً متأثّراً بأخلاق الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ويتَّصف بالأخلاق الكريمة المحبَّبة لطبائع البشر، وقد كان لطيفاً رقيقاً رفيقاً رحيماً بالضعفاء والمساكين، فقد قال الرسول -عليه السلام- عنه: (أرحمُ أُمَّتي بِأُمَّتي: أبو بكرٍ)، فكان القوم يحبُّون مجالسته لحسن معاشرته لهم، وحسن منطقه، ورزانة عقله، عُرف بلينه وكرمه وسخائه، كان صدقه يدلُّ عليه، فما شهد القوم عليه كذبًا قط، وكان رجلاً وقوراً ذا عزَّة، عظيم الحياء، كثير الحِلم، اجتمعت فيه -رضي الله عنه- أفضل الأخلاق وأرفعها.
إٍسلام أبي بكر الصديق
كان الصِّديق -رضي الله عنه- تاجراً معروفاً في قريش، ذا علمٍ وعقلٍ، مرشداً لقومه، محبوباً بينهم، جميل المجالسة، وكان -رضي الله عنه- صديق رسول الله -عليه السلام- في طفولته وشبابه قبل الإسلام وبقي على ذلك بعده، وعندما نزل الوحي على سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- كان الصدِّيق أوَّل رجلٍ علِم بذلك، فقد أخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الوحي والإيمان بالله وتوحيده، فما كان منه -رضي الله عنه- إلَّا أن قال: “صدقت”، فما شهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذباً منذ طفولته، فأسلم -رضي الله عنه- خاضعاً مستسلماً لله -تعالى-، وكان أوَّّل من أسلم من الرِّجال رضي الله عنه.
كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أوَّل الخلفاء الراشدين، فقد بويع -رضي الله عنه- للخلافة في يوم وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السَّنة الحادية عشرة للهجرة، فقد اجتمع الصحابة -رضوان الله عليهم- على أحقِّية خلافة الصديق -رضي الله عنه-، ولا تجتمع الأمَّة على ضلالة، وسمِّي خليفة رسول الله، وقد كان الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- يُقدِّم الصديق إماماً للصلاة دون غيره من الصحابة؛ وذلك لفضله و مكانته في الدعوة، وقد كانت مدَّة خلافته سنتين وثلاث شهور، وهي مدةٌ قصيرةٌ لكنَّها كانت فترةً مهمةً وعظيمةً للدعوة ونشرها.