التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

#طه حسين #عميد الأدب العربي

#ظهرَ الأدب العربي الحديث بعد أن أسهمت حركة #إحياء التراث العربيّ في القديم وحركة الترجمة التي قام بها المترجمون لإدخال الآداب الغربية في ثقافة الأديب العربي الحديث، هاتان الحركتان كان لهما الفضل في تشكُّل الأدب العربي الحديث بمختلف فنونه وألوانه الشعريّة والنثريّة، وقد ظهرت حركة إحياء التراث العربي القديم في مطلع القرن التاسع عشر، وانتشرت حركات الترجمة في العالم العربي في القرن الماضي، مع ازدياد حركات الهجرة واطّلاع العرب على الحضارات الغربيّة.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


الكاتب والمفكر والأستاذ الجامعي والناقد طه حسين الذي لن تحصر الكلمات إسهاماته، ولن يتوقف الحديث عن إبداعه.

لا يعد طه حسين أديبا أثرى الحياة الفكرية، أو فاقدا للبصر تخطى معاناته الشخصية، فهو يفوق ذلك بكثير، كنه أحد عمالقة الحركة الأدبية والثقافية المصرية والعربية، وأول حاصل على الدكتوراة من الجامعة الأهلية (جامعة القاهرة حاليا)، مَنْ كان يجلس أمامه نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف السباعي وأنيس منصور وغيرهم مجلس التلميذ أمام المعلم، يتطلعون بشغف لمعرفة رأيه ومناقشته والنهل من علمه.

من هو طه حسين

من هو طه حسين، سؤال يتبادرُ إلى أذهان مَن سمعوا باسم هذا الأديب والمفكّر الضرير، طه حسين أديب ومفكر مصريّ وواحد من أشهر الأدباء والمفكرين العرب في العصر الحديث، وُلد طه حسين في الرابع عشر من نوفمبر من عام 1889م في محافظة المنيا في الصعيد الأوسط في مصر، فقد طه بصرَه في سنّ السادسة، ولكنَّ علامات النباهة كانت واضحة على هذا الطفل الذي حفظ القرآن الكريم وغادر إلى الأزهر ليتابعَ دراسته فيه

وهناك درس على يد الإمام محمد عبده، ولكنه طُردَ من الأزهر بسبب تمرّده على بعض الشيوخ هناك، وفي عام 1908م دخل طه حسين الجامعة المصرية ودرس العلوم المختلفة من تاريخ ولغات وجغرافيا وأدب وفلسفة، وهناك أعدَّ رسالة الدكتوراه الأولى في الأدب عام 1914م والتي تناولت الحديث عن أبي العلاء المعري، وفي العام نفسِه التحق طه حسين بجامعة مونبلييه الفرنسيّة، وبقي فيها حتَّى حصل على الدكتوراه في علم الاجتماع سنة 1919م ثمَّ أخذ دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية، قبل أن يعود إلى مصر ويُعيّن عام 1919م أستاذًا للتاريخ اليونانيّ والرومانيّ في الجامعة حتَّى عام 1952م

وبعد أن تحوّلت الجامعة المصرية إلى جامعة حكومية عُيِّن طه حسين أستاذًا للأدب العربي فيها عام 1952م، وبعد ذلك بفترة أصدر كتابه “في الشعر الجاهلي” الذي ثارت ضدّه موجة انتقادات كبيرة واتهامات بسرقة أفكار أحد المستشرقين الإنكليز، وقد شغل طه حسين عدة مناصب حكومية في حياته كان أبرزُها منصب وزير المعارف عام 1950م، وقد أمضى آخر سنين حياته بعد تقاعده من عمله في التأليف والكتابة، عاش طه حسين يكتب في فترة الثورة المصرية حتَّى توفي جمال عبد الناصر وقامت حرب أكتوبر عام 1973م وشاهدَ انتصارِ بلاده بعدما شاهد هزيمتَها، ثمَّ ماتَ بعدَها مباشرة.

طه حسين وزوجته

أقام حسين في أول رحلة دراسية له في فرنسا لمدة سنة تقريبًا، ثمَّ عاد إلى مصر وبقيَ فيها ثلاثة أشهر تقريبًا، خاض خلالها معارك شرسة ضدَّ الأزهر وطرق التدريس فيه، وهذا ما تسبب بحرمانه من المنحة الدراسية لولا تدخل السلطان حسين كامل ووساطته له، فرجع إلى فرنسا لمتابعة دراسته في باريس، وفي تلك الفترة تعرَّف إلى السيدة سوزان بريسو وهي فتاة فرنسية سويسرية الجنسية وأعجب كلاهما بالآخر كثيرًا، فتزوَّج منها في التاسع من أغسطس من عام 1917م، وقد كان لزوجته أثرًا عظيمًا في حياته لاحقًا.بدأت زوجته سوزان بمساعدته أكثر وأكثر في الاطلاع على الآداب الغربية باللغة اللاتينية واللغة الفرنسية، فاستطاع أن يتمكن من الثقافة الغربية لدرجة كبيرة، وكانت تقوم السيدة سوزان بدور القارئ له، فقد قرأت على أسماعه عددًا كبيرًا من المراجع والكتب، كما كانت تحضرُ له الكتب التي كُتبت بطريقة برايل في تلك الفترة ليتمكن من القراءة بنفسه أيضًا، فلم تكن سوزان مجرَّد زوجة، بل كانت زوجة وصديقة ومدرسة ومساعدة، دفعته أشواطًا كثيرة في طريق التقدم الذي خاضه، لذلك أحبَّها طه حسين كثيرًا، فكان يقول إنَّه منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم.

وفاة طه حسين

توفي طه حسين في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول عام 1973م، وبوفاته خسر الأدب العربي أحد أهمّ أعمدته، إذ قال عنه عباس محمود العقّاد: “إنّه رجلٌ جريء العقل مفطور على المناجزة والتحدّي، فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث، من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير”، وقد أثرى طه حسين خلال حياته المكتبة العربية بالعديد من الأعمال والمؤلفات، من أهمّها: في الشعر الجاهلي، وحديث الأربعاء، ومستقبل الثقافة في مصر، ومع أبي العلاء المعري في سجنه، وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى