قصة #الحكمة_منجية لصاحبها

في يوم من الأيام وبإحدى الغابات كان هناك قرد حكيم كبير في السن، وبيوم تجاوز عليه قرد شاب قوي البنيان فطرده من الحكم وأخذ مكانه، ولم يكتفي بذلك وحسب بل طرده من مملكة القرود بأكملها وتوعده إن عاد لها مجددا.
ذهب القرد مكسور القلب وعاش فوق شجرة كبيرة على ضفاف أحد الأنهار، وفي يوم من الأيام بينما كان يأكل بضع ثمرات التين وحيدا سقطت من يده ثمرة تين فاصطدمت بالمياه، فأعجب القرد كثيرا بسماع صوت ارتطامها بالمياه فأعد الكرة مرة تلو الأخرى.
وقد كانت هناك سلحفاة بالمياه، كانت تلتقط ثمرات التين التي تسقط من القرد، وقد أسر قلبها بفعلته هذه إذ اعتقدت أنه يفعل ذلك لأجلها، وأنه يلقي بالثمرات لأجلها.
وبعدما انتهى القرد من إلقاء الثمرات والسلحفاة من تناولها خرجت إليه وتصادقت عليه بكل مودة وحب، أحبته السلحفاة بكل صدق وكانت تعشق الجلوس معه والمسامرة لدرجة أنها كانت تترك زوجها وصغارها ولا تعود إليهم باليوم والاثنين على التوالي.
تضايق زوجها من أفعالها كثيرا واغتاظ من ذلك القرد، وطلب نصح أحد أصدقائه والذي كان محنكا فنصحه بأن يخبرها بأن أحد أبنائها مريضا للغاية واحتمال كبير يفارق الحياة في أي وقت، وأن علاجه الوحيد يتمثل في قلب قرد!
وبالفعل أخبرها زوجها بذلك، وعندما علمت حزنت حزنا شديدا، فلا تدري أتضحي بابنها الصغير أم بصديقها الذي أحبته بشدة؛ وفي النهاية اتخذت قرارها بأن تضجي بصديقها القرد، وفي يوم من الأيام ذهبت إليه وتحايلت عليه بحيلة جهنمية لدرجة أنها جعلته يوافق على جملها إياه على ظهرها والذهاب بمنتصف البحر، وبينما كانت تسير به أخبرته عن ابنها المريض والذي علاجه الوحيد يكمن في قلب قرد!
فطن القرد الحكيم أنها ورطته بعرض البحر وأنها لا تريد إلا قلبه لعلاج ابنها، فخطرت على باله في الحال فكرة، أخبرها أنها صديقة عزيزة على قلبه ولن يفطر قلبها على ابنها المريض، وسألها واستنكر عليها لماذا لم تخبره بأمر ابنها المريض إذ أنهم معشر القرود عندما يخرجون يتركون قلبوهم في منازلهم خوفا عليها من أي شيء قد يحدث!
فأرجعته السلحفاة ليعود ويحضر قلبه لتأخذه منه وتعطيه لابنها ليشفى من سقمه، صعد لأعلى الشجرة لمنزله، وما إن استقر في منزله حتى أخبرها بأنه قد انتقم لنفسه منها، وعلى الرغم من كل توسلاتها إليه لينزل إليها ويذهبان سويا لإنقاذ ابنها، إلا إنه لم ينزل وقد ألغى معها صداقته ولم يعد يتحدث إليها على الإطلاق فقد خانت ثقته وخانت حق الصداقة التي بينهما.