تتكرَّرُ صمتًا

تَقولُ النُّبوءةُ عنَّا بأنَّا
أضعْنا الحَقيقةَ زورًا وبهْتا.
وإنَّا بَلغْنا سُقوطًا مُريبًا
لأنَّا صغُرْنا انحطاطًا وسـحْتا.
وعَـرَّافةُ الحالِ قالتْ محالًا
لَقيتَ سِواكَ وأهمَلتَ أنْتا.
وزُدتَ ببخسِ التَّمنِّي ضلالًا
ألا ليتَ ما يَنفعُ العَقلَ زدْتا.
تَقولُ الحِكايةُ أنَّ زَمانًا
يُصوِّرُ عُمقَ البليَّةِ وقْتا.
يَدورُ على مُسـتَفيضٍ لتقوى
بدائرةِ الظَّنِّ رحتَ وعدْتا.
وغُصْتَ ببَحرِ ارتيابٍ لتخبو
وبعدَ اعتراكٍ بنجواكَ خُنْتا.
أيا تَاركَ الفَرضِ تَصبو لطيفٍ
وهلْ سُنَنُ العرْضِ تُنجيكَ صبْتا.
بأيِّ اتِّجاهٍ غَدوتَ تَعودُ
فأصلُ الطَّريقِ على العهدِ سُرْتا.
عَركتَ البَلاءَ وكنتَ رسولًا
فأجملُ شـيءٍ بأنَّكَ كُنْتا.
لأنَّ المُهمَّ بكلِّ مَخَاضٍ
تُغيدُ نَقيًّا ولو أنتَ تُهْتا.
تُحاولُ، أنْ تَستعيدَ حَياةً
تُحاولُ، أنْ تَتَكرَّرَ صَمْتا.
أنا شَاهدٌ وشَهيدٌ و ذنبٌ،
إذا يَصفعُ الحَرفُ بالسَّطرِ نَحْتا.
تَغوصُ بنيلٍ وأنتَ فراتٌ،
وغيرُكَ بالنِّيلِ فَرْعنَ كَبْتا.
تُجلجلُ خلفَ بقاياكَ نَثرًا،
لمنْ تستبيحَ مِياهَكَ زَيْتا.
يَجوزُ بأنَّكَ فَردٌ فريدٌ،
أجوزُ بأنِّي صلاتَكَ رُغْتا.
لماذا تُحوِّلُ صَوتي لموتٍ،
لماذا تَناثرْتَ بالذَّاتِ خَبْتا.
الشاعر/ أحمد جنيدو
من ديوان “سقطتِ النقطة عن السطرِ”