إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الانتهازيون.. رغم الألم

خالد بركات

“كثرة الفاعلين للشر لا  يجعله خيرًا، وترك الناس للحق لا يجعله باطلًا، فالحق حقٌ وإن تركه الناس          والباطل باطل وإن فعلوه”

راقت لي.. بما تحمل من عبرة وحكمة

يُروى بينما كان أحد الجزارين يقطع بعض اللحم طارت بعض فتات العظم ودخلت في عينه، فأصبحت عينه تؤلمه؛ ذهب إلى الحلاق في البلدة، لأنه لم تكن هناك مستشفيات.

قال له الحلاق: القصة بسيطة، لا تحتاج لشيء، تعقيم وشيء من المرهم، ثم ضمد عينه.

 وقال له: كل يوم تأتي لننظف العين.

 في اليوم الثاني جاء الجزار المسكين للحلاق، ومعه كيلو لحمة وكيلو من الكبد، والحلاق يقوم بتنظيف العين ويضع المرهم، ولم يحرك العظمة أبدًا، وبقي الوضع هكذا أيامًا.

وفي يوم من الأيام جاء الجزار ولم يجد الحلاق،  بل وجد ابنه،

قال له الولد: أهلًا عمي

قال الجزار: هل علمك أبوك الصنعة؟!

 قال الولد: نعم

قال الجزار: انظر للعظمة التي في عيني

قال الولد: بسيطة، سأسحبها في الحال

وبالفعل سحبها بثوان ونظف له عينه.

وفي المساء، عندما عاد الحلاق الابن إلى البيت، سأله والده: كيف كان عملك اليوم يا بني؟

قال الولد: الحمدلله.. جاء جزار في عينه قذاة سحبتها من عينه فإذا هي جزء صغير من عظم.

غضب الأب كثيرًا من تصرف ولده!

فسأله ابنه عن سبب غضبه، ويجب أن يشكره لأنه أنقذ رجلًا وساعده في التخلص من ألمه.

فقال له أبوه: يا بني كان ذلك الجزار يأتي إليّ يوميًّا بلحم وكبدة كي أجارح وأنظف له عينه.

أما الآن فلن يأتي أبدًا، لأن عينه لا تؤلمه.

 لقد ضيعت علينا أكل اللحمة والكبدة.

الـحكمة:

هناك من يريد أن يبقي الوضع في حالة عدم استقرار، ولو فيها ألم، حتى يظل يأكل اللحم.

كثيرون من يتمنون استمرار التوتر للاستفادة منه.. وكثيرون من يستغلون وجع الناس ليكونوا فرحين، وكثيرون من يتمنون بكاء غيرهم ليكونوا مبتسمين.

اللهم اكتب لنا الخير دائمًا وأبدًا، واملأ بالإيمان قلوبنا، وباليقين صدورنا، وبالنور وجوهنا وأعيننا، وارزقنا نوايا نقية بين ثناياها خيرًا لنا ولغيرنا.

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88