التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

#طارق بن زياد يعبر #البحر إلى الأندلس

يعدّ #طارق بن زياد من أشهر #قادة الفتح في التاريخ الإسلامي، ولد في 50 للهجرة، أسلم على يد موسى بن النّصير، وأصبح من أشدّ جنده ورجاله، وبعد فتح طنجة تولّى طارق بن زياد إمارتها عام 89 هجرية، وهو من أهمّ القادة العسكريّين في الخلافة الأموية، وقد عُرف ببسالته وإقدامه وشجاعته في الفتوحات والمعارك التي خاضها وقادها، وقد نشأ ابن زياد في بيئة عربية إسلامية، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أنّه كان أشقر اللَّون، طويل القامة، ضخم الهامة، وتوفي -رحمه الله- سنة 102 هجرية.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


شارك طارق بن زياد مع موسى بن نصير في فتوحاته الإسلاميّة، وقد أظهر مهارته في القتال، والقيادة بشكل لفت أنظار موسى بن نُصير إليه؛ ولذلك جعله يتولَّى قيادة مُقدِّمة الجيش في المغرب، واستطاعت جيوش موسى بن نُصير الوصول إلى المحيط الأطلسيّ، والسيطرة على المغرب الأقصى. واستمرَّ طارق بن زياد في فتوحاته إلى جانب موسى بن نُصير حتى وصلا إلى أهمّ المُدن في المغرب، وهي مدينة الحسيمة، فتمَّت مُحاصَرتها حتى أسلم أهلها، وبهذا يكون المغرب قد خضع لحُكم موسى بن نُصير عدا مدينة سبتة المُحصَّنة، وقد وُلِّي طارق بن زياد على طنجة؛ حتى يستطيع مُراقبة مدينة سبتة.

منذ 1311 عاما استطاع الجيش الإسلامى بقيادة القائد طارق بن زياد النزول إلى الأندلس بعد أن عبر البحر المتوسط، وذلك لغزوها بعد الاتفاق مع يوليان حاكم سبتة، وكان ذلك فى 27 أبريل من عام 711م

طارق بن زياد الذي انتقل من البر الأفريقي إلى الأوروبي، وقاد جيوش المسلمين في معارك الفتح المبين في شبه الجزيرة الإيبيرية أو الأندلس (إسبانيا والبرتغال الآن) في رجب 92 هـ/ أبريل 711 م لتخليصها من جور حكامها القوط الغربيين، وكانت أول منطقة نزل بها -حملت اسمه في ما بعد- منطقة جبل طارق، والتي تحولت لدولة مستقلة تحت التاج البريطاني حتى اليوم، وكان هذا الفتح بداية للوجود الإسلامي في الأندلس الذي امتد لنحو 800 عام تقريبا، وكان النصر الساحق بقيادته في معركة وادي لكة التي أنهت حكم القوط للأندلس .

حارب طارق بن زياد الوثنيين في شمال أفريقيا في كثير من المواقع قبل توجهه إلى الأندلس، وعلى يده دخل كثير من أهل المغرب في الدين الإسلامي، وقد توسم فيه موسى بن نصير صدق العزيمة والشجاعة والإقدام، إضافة إلى ما امتاز به من فصاحة اللسان وقوة البيان والتأثير في سامعيه واستماتته في الجهاد وإعلاء كلمة الحق .

غالبا كان طارق من البربر وعامة جنوده كذلك، فيهم شجاعة وإقدام، فقد تربوا في أحضان الإسلام وعلى تعاليم القرآن الكريم، وأصبحوا أصحاب رسالة خالدة صنعت منهم الأبطال، وقدموا في سبيل دينهم وعقيدتهم الغالي والنفيس، بل نجزم بأن الجيوش الإسلامية الضاربة التي اصطدمت بالإسبان اعتمدت بعد الله على إخواننا من البربر الذين اندفعوا خلف طارق في سبيل هذا الدين ونشره، إن العقيدة الإسلامية صهرت المنتسبين إليها عربا وعجما في رحاب الإسلام العظيم.

إنسانيّته

ظهرت إنسانيّة طارق بن زياد في العديد من المواقف، وفيما يلي ذِكرٌ لأهمّها:

قبول طارق بن زياد بأن يكون الرجل الثاني، وقناعته بذلك، وإقراره بأنَّ القائد هو موسى بن نُصير.

وفاء طارق بعهوده؛ حيث ظهر ذلك بشكل واضح عند فتح الأندلس، فقد كان فتح الأندلس بمثابة إنقاذ لليهود الذين كانوا يتعرَّضون لمعاملة سيِّئة من قِبل القوط؛ حيث كان القوط يُجبرونهم على تعميد أطفالهم عند سنِّ السابعة من العمر، وتمَّت مُصادرة أملاكهم بعد اكتشاف مؤامرة اليهود ضِدَّهم.

إعادة طارق بن زياد أموال الملوك إليهم، وهي التي كانت تُسمَّى ب(صفايا الملوك). صِدْق طارق بن زياد في إعطاء المُدن أمانها حتى أخذها أصحابها بالحيلة؛ فهو لا يَنقُض عهداً قطعه أبداً.

وفاته
تُوفِّي القائد المُجاهد طارق بن زياد عام 102 للهجرة على الأرجح، وقد انقطعت أخباره بعد وصوله إلى دمشق برفقة موسى بن نُصير، وقد اختلف المُؤرِّخون حول مصيره؛ حيث ذكر البعض أنَّه بقي دون أيِّ عمل منذ وصوله إلى دمشق، وحتى وفاته، وذكر البعض أنَّه سُجِن، وعُزِل في دمشق إلى أن تدخَّل الخليفة الوليد وأطلق سراحه.

ظهرت روايات أخرى حول مصير طارق بن زياد؛ حيث تحدَّث بعض المُؤرِّخين عن وجود خلاف بين موسى بن نُصير، وطارق بن زياد حول الغنائم التي أخذها الجيش، وقد ازداد هذا الخلاف حتى وصل إلى مسامع الخليفة الذي أمر باستدعائهما إلى دمشق؛ لحلِّ هذا الخلاف، ويُقال إنَّ طارق بن زياد آثر الابتعاد عن الأضواء مُتفرِّغاً لعبادة الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88