مساء الخير

باغتتني الحمى يوم أمس الخميس من الساعة الخامسة بعد العصر وحتى اليوم الحمعة الثانية بعد الظهر، ولا زالت تداعياتها وتردداتها تؤثر على جوارحي.
قال المتنبي:
وزائرتي كأن بها حياء … فليس تزور إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحنايا … فعافتها وباتت في عظامي
وأقول :
حمى داكنة اللون أرتني … ألوان الطيف والخيف
وتحول منها شتائي للصيف … وذبحت لأول مرة تيسًا في منامي للضيف
وأسافر عبر الأزمان والأكوان في مسبار للثقب الأسود والأحمر والأخضر والأصفر والفوشي
لعيونك غوار الطوشي
شاهدت كليبا يقتله جساسا بدم بارد
خرج من القنينة مارد … تابعه على (شاهد)
أهذي في أحلامي … أرسم سرياليا عبثيا مستقبل أيامي
وأرى مخلوقات أغرب من أفلام الساينس فيكشن Science Fiction
يعجز عن وصف بشاعتها ماي ديكشن my diction
وتخالف كل بريديكشن prediction
وشهدت التوقيع على فرساي تريتي Treaty of Versailles
بين الحلفاء وبين الألمان
وبعد سنين تيتي تيتي
زي ما رحتي زي ما جيتي
وتبطحت في شاطيء نيس
وشواطيء كان
( كان.. كان.. كان) صدى
قابلت الجاحظ
وتحدثنا عن شمشون وكتاب الحيوان
وشربت القهوة مع تولستوي وجميل وهمنغوي
وكثير عزة في غزة
وتعشينا فولتيرا
وعبيد بن الأبرص
وفلوبيرا
وتأبط شرا
وأنا
لو بوسو le poisson (السمك بالفرنسي)
مع صيادية والشوربة إندومي
في مطعم هيغل وابن الرومي
تلكم كانت أفعال الحمى وعلومي
من زلقومي وسلامتكم.
بقلم الكاتب/ علي الأزوري