زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

يوم التأسيس

حامد عبد الله الحربي

صدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأن يكون يوم 22 فبراير يومًا للتأسيس، وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية، عندما أسس الإمام محمد بن سعود، الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م.

كان هذا اليوم هو بداية انطلاق مملكة الخير والإنسانية، كان هذا اليوم هو الفجر الجديد للمملكة العربية السعودية، التي حباها الله ومنَّ “عليها بخدمة البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف، هذا هو سر عزتها وأمنها واستقرارها ومكانتها بين دول العالم. إن بداية انطلاق وتأسيس المملكة العربية السعودية كان أساسه كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وهذا ما تعاهد عليه حكام المملكة العربية السعودية عند بداية تأسيس الدولة مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ومن هذا الاتجاه بايعهم الناس على هذه البداية وتضافروا ووقفوا معهم، حتى تأسست بدايات الدولة السعودية الأولى، وكانت بدايتها عام ١١٣٩هجري ١٧٢٧م، واستمرت على يد الإمام محمد بن سعود في الدرعية، واستطاع أمراء الدولة الأولى أن يبنوا حكمًا سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا ودينيًّا قويًّا، وانتشر نفوذها إلى حدود الشام والعراق، وانتهت عام ١٢٣٣ هجري ١٨١٨م.

ولم يتوانَ آل سعود في تأسيس الدولة السعودية الثانية، واسترجاع حكمهم، وبذلوا الغالي والنفيس في ذلك، فانطلقت الدولة السعودية الثانية عام ١٨١٨م، حيث أقام تركي بن عبد الله بن محمد إمارة جديدة لآل سعود في نجد، اتخذت من الرياض مقرًّاا لها (عاصمة) حتى سقطت عام ١٣٠٨ هـ ١٨٩١م بعد ذلك انتقل أغلب أسرة آل سعود إلى الكويت، ولكن لم يهدأ لهم بال حتى يعيدوا حكمهم المسلوب، فاستطاع الملك عبد العزير رحمه الله أن ينطلق من الكويت عام ١٣١٩ هجري ١٩٠٢ م إلى الرياض برفقته رجال أشداء، وكان عددهم أربعون رجلًا، انطلقوا متسللين بخطة محكمة ومحنكة لاستعادة ملك الآباء والأجداد، فكان لهم ذلك، وأعلن المنادي أن الحكم لله ثم لآل سعود، ثم توسع الملك عبد العزيز في بسط سيطرته على كامل نجد عام ١٩٢١م، وتسمت المملكة بسلطنة نجد، ثم بسط سيطرته على الحجاز، فسمى نفسه في عام ١٩٢٦م ملك الحجاز، ثم بعدها بعام غَيّر المسمى إلى ملك نجد، وسميت المناطق التي يسيطر عليها مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، وظلت البلاد بهذا المسمى حتى استقر الملك عبد العزيز ورجاله على جعل البلاد في مسمى واحد وفي كيان واحد عام ١٣٥١ هـ الموافق ٢٣ سبتمبر ١٩٣٢م، تحت اسم المملكة العربية السعودية، حتى عامنا هذا تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله وأطال في عمره- وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، الذي شهد عصره تطورًا كبيرًا في جميع المجالات، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية محط أنظار العالم، وما زالت بلادنا على ما هي عليه من بداية التأسيس متمسكة بالقرآن الكريم منهجًا وحكمًا شرعيًّا، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم طريقًا وسلوكًا، لا تحيد عنه أبدًا، مما جعل لها هيبة أمام الأمم وأمام الأعداء الذين يتربصون بها ويحاولون أن ينالوا من أمنها واستقرارها وشعبها، ولكن هيهات.. إنها أرض الرسالة ومهبط الوحي حفظها الله، وحمى أرضها وشعبها ومقدساتها، تحت حكم رشيد، وقيادة حكيمة عادلة، يشهد لها العدو والصديق.

حفظ الله المملكة العربية السعودية وشعبها وحكامها من كيد الكائدين، ومن حسد الحاسدين، ومن تربص المتربصين، وستظل بإذن الله هذه الدولة رائدة العالم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

بقلم الكاتب/ حامد عبد الله الحربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88